أخبارشئون عالمية

بعد 12 يوما من الحرب مع إيران.. إسرائيل تواجه دمارا اقتصاديا وأمنيا غير مسبوق

 

في مشهد غير مسبوق، تحولت العاصمة الاقتصادية لإسرائيل، تل أبيب، إلى مدينة أشباح غارقة تحت الأنقاض بعد 12 يومًا من التصعيد العسكري الأعنف بين إسرائيل وإيران منذ عقود. وبينما دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ صباح اليوم، كانت الصواريخ الإيرانية لا تزال تمطر المدن الإسرائيلية في الساعات الأخيرة التي سبقت الهدنة، فيما وصفه الإيرانيون بـ”الهجوم الصاروخي الأخير”، والذي استهدف قواعد عسكرية ومراكز مدنية رئيسية.

صحيفة “الجارديان” البريطانية كشفت عن تفاصيل الضربة الإيرانية الأخيرة، مؤكدة أنها جاءت على نطاق واسع، واعتبرها المسؤولون الإسرائيليون من أقسى الضربات التي تعرضت لها البلاد خلال التصعيد الأخير. وفي لحظة فارقة، أعلنت قيادة الجبهة الداخلية بجيش الاحتلال توسيع دائرة الإنذار المبكر لتشمل كل أنحاء البلاد من إيلات في أقصى الجنوب إلى المطلة شمالًا، مع إطلاق صافرات الإنذار في مدن مركزية مثل تل أبيب وبئر السبع، مما خلق حالة من الذعر العام واندفاع آلاف الإسرائيليين إلى الملاجئ.

الهجوم الأعنف استهدف مدينة بئر السبع، وأسفر عن انهيار مبنى مكوّن من سبعة طوابق، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 8 أشخاص وإصابة العشرات، فيما لا تزال عمليات الإنقاذ جارية مع وجود عدد كبير من المدنيين تحت الأنقاض. بحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن عدد القتلى منذ بداية التصعيد بلغ 32، بينهم ضحايا الضربة الأخيرة، بينما تجاوز عدد المصابين 1200 شخص، فيما رجحت تقارير محلية أن الرقم الحقيقي يصل إلى أكثر من 2300 مصاب.

تحت عنوان “حرب الـ12 يومًا”، وثّقت الصحف الإسرائيلية الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية والقطاعات الاقتصادية، حيث تضررت منشآت حيوية مثل مصفاة حيفا ومراكز أمنية في خليج حيفا ومحيط مقر جيش الاحتلال في تل أبيب. وقدرت هيئة الضرائب الإسرائيلية أن عدد الشكاوى حول الأضرار في المباني والممتلكات تجاوز 30 ألف شكوى، بينما تحدث المهندس إيال شاليف عن تكاليف خيالية لإعادة ترميم الأبراج السكنية المتضررة، تصل لعشرات ملايين الدولارات لكل برج.

الاقتصاد الإسرائيلي نال نصيبه من الصدمة. وفق صحيفة “ذا ماركر”، بلغت الخسائر العسكرية المباشرة خلال 11 يومًا نحو 1.3 مليار دولار، فيما قدّر معهد آرون للسياسات الاقتصادية أن استمرار الحرب لشهر واحد فقط قد يكلف إسرائيل 12 مليار دولار، خصوصًا مع ارتفاع تكاليف أنظمة الدفاع مثل “مقلاع داوود” و”آرو”، والتي تصل تكلفة اعتراض الصاروخ الواحد فيها إلى 700 ألف و4 ملايين دولار على التوالي. كما تسبب القصف الإيراني في إيقاف الإنتاج في حقل “ليفياثان” البحري، أكبر حقول الغاز الإسرائيلية، وسط انهيار القطاع السياحي، وتوقف العمل في شركات التكنولوجيا الفائقة، وتسريح الموظفين.

وعلى الأرض، أصبحت تل أبيب وجهًا آخر للكارثة. مبانٍ مدمرة، محال مغلقة، جامعات ومدارس علّقت الدراسة، والمدينة التي لطالما كانت عنوانًا للازدهار تحوّلت إلى كتل ركام. عمال الإنقاذ يجوبون الشوارع، وأمام أحد المباني المنهارة كانت ليات، المديرة المالية بإحدى شركات الترفيه، تحدّق في الدمار وتقول: “يبدو الأمر كما لو كان يومًا طويلًا لا ينتهي… ندخل الملجأ ثلاث أو أربع مرات يوميًا. نريد فقط أن نعيش”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى