أخبار

“هوريكي أسود أيام حياتك”.. عام من الجحيم تعيشه مريم بسبب خطيب سابق

استغاثة مريم محمد: عام من التهديد والتشهير بلا حماية

كتبت: رانيا سمير

“عملتيلي محضر؟ هوريكي أسود أيام حياتك.. واللي هيرحمك مني موتك!”. بهذه الرسالة المرعبة، تلقت مريم محمد تهديدا مباشرا من الشخص الذي كانت مخطوبة له قبل عام. تهديد لم يكن مجرد كلمات عابرة، بل بداية لسلسلة طويلة من الانتهاكات النفسية والمادية والاجتماعية، عاشتها هذه الشابة التي قررت أن تعلن استغاثتها للرأي العام، بعد أن ضاقت بها السبل القانونية ولم تجد من يوقف أذاه المتواصل.

من بداية الخطوبة.. إلى كشف الوجه الحقيقي

 

تقول مريم:”كنت مخطوبة له من حوالي سنة، وفكّيت الخطوبة لما اكتشفت إنه إنسان مؤذي وغير سوي. بعد الفسخ، بدأت رحلة من التهديد والشتائم والابتزاز عبر الواتساب والمكالمات – وكل ده مسجل ومعايا أدلته كاملة”.

لم يكن الأمر شخصيًا فقط، بل امتد إلى استغلال وتشويه السمعة والضغط المادي والنفسي، حتى بعد إنهاء العلاقة، مما دفعها إلى تقديم محضر رسمي ضده في سبتمبر 2024، بعد أن استمر في إيذائها هو ووالدته، بل وطلبا منها أموالاً صراحةً، على حد قولها.

وعد بالكفّ عن الأذى… تبعه تهديد أشد

 

بعد تقديم المحضر الأول، تقول مريم إن والدة الشاب تواصلت معها مباشرة، وطلبت منها سحب المحضر، ووعدت بأن نجلها لن يتعرض لها مرة أخرى. بدافع حسن النية، لم تُكمل مريم الإجراءات القانونية، لكنها فوجئت بعد أيام برسالة تهديد فجّة تقول فيها:”عملتيلي محضر؟ هوريكي أسود أيام حياتك.. واللي هيرحمك مني موتك!”.

الرسالة موثقة، ومسجلة ضمن أدلتها، وتُظهر بداية موجة جديدة من الانتهاكات.

 

تشهير… واغتيال معنوي يومي

 

لم تقتصر التهديدات على الرسائل والمكالمات. بحسب مريم، بدأ الشاب في نشر افتراءات ومزاعم تمس شرفها وأخلاقها على جروبات الزقازيق، وصفحات عملها، بل وقام باختراق صفحتها المهنية وإغلاقها، ما تسبب لها في خسائر مادية ومعنوية كبيرة.

 

وتابعت:”نزل صوري على جروبات غير أخلاقية، وكتب كلام مهين جدًا عنها، وبعتلي ناس من الضرائب يؤذوني في شغلي. وصلت الإهانة لبيتي، ولأهلي، ولبنات مايعرفونيش حتى!”.

وفي أكتوبر 2024، قدمت مريم محضرًا جديدًا ضد هذا الشخص، بعد تصاعد حملات التشهير والتحرش الرقمي، وتوسّعها لتطال محيطها الشخصي والاجتماعي.

بلاغ كيدي يقلب الرواية

في مشهد عبثي من قلب المأساة، تؤكد مريم أنها تفاجأت بوجود محضر محرر ضدها، يتهمها فيه بأنها هي من تهدده وتطارده، وتقول:”هو بيبعت لنفسه رسايل تهديد من أرقام وهمية، وبيعيش دور الضحية! بيحاول يقلب الطاولة ويقنع الناس إنه هو المظلوم وأنا اللي بشهر بيه! رغم إن عندي شهود إنه بيجيلي في شغلي وبيتتبعني”.

مريم وصفت هذا التصعيد بأنه “تجاوز لكل منطق”، مؤكدة أن حياتها باتت مهددة، وتعيش في قلق دائم، ولا تخرج من بيتها إلا للضرورة.

 

ضحايا أخريات

 

مريم لم تكتف بعرض تجربتها الشخصية، بل أشارت إلى وجود ضحايا أخريات تعرضن لنفس الأسلوب من التشهير والابتزاز من نفس الشخص، معتبرة أن ما يحدث ليس سلوكًا فرديًا، بل “نمط أذى متكرر ومنظّم”.

 

تقول:”أنا مش الضحية الوحيدة، في بنات كتير غيري اكتشفوا متأخر، أو خافوا يتكلموا. وأنا كمان كنت ساكتة، لحد ما وصلت لمرحلة ماينفعش أعيش بيها”.

 

الأدلة كاملة.. لكن الإجراءات بطيئة

 

رغم امتلاك مريم لمجموعة ضخمة من الأدلة – تشمل رسائل، تسجيلات صوتية، صور، روابط حسابات مزيفة، وشهادات شهود – وتقديمها لكل ذلك في بلاغ رسمي إلى **مباحث الإنترنت ومركز شرطة الزقازيق، إلا أن القضية، كما تقول، لم تتحرك بالسرعة الكافية، وهو ما يتركها مكشوفة ومستهدفة يوميًا.

“أنا معايا كل حاجة، ومحامي بيتابع الموضوع، لكن لحد دلوقتي ماخدتش حماية حقيقية، وهو بيكمل في تشويه سمعتي وتدمير حياتي”.

 

 

نداء إلى الجهات المعنية

 

تختم مريم استغاثتها برسالة واضحة لكل من يقرأها:”أنا مش طالبة تعاطف، أنا بطلب حقي. حقي القانوني. اللي يقدر يساعدني أو يوصل صوتي أو حتى يشارك البوست، أكون شاكرة ليه”.

“اللي يقدر يوصل صوتي أو يشارك البوست أكون شاكرة له. أنا اتظلمت، وكفاية بقى”.

بهذا النداء ختمت مريم كلماتها، راجية أن يتحرك المجتمع، والمؤسسات الحقوقية، والنيابة العامة، لحمايتها، وإنقاذ مستقبلها، وإعادة الاعتبار إليها.

كما تؤكد أن حالتها النفسية تدهورت، حياتها توقفت، وشعورها بالأمان اختفى، لكن رغبتها في المواجهة والدفاع عن كرامتها ما زالت حية، رغم كل شيء.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى