حسام مجدى
الأبنودي أو الخال كما يناديه كل من اقترب منه، لا يحتاج إلى مناسبة للحديث عنه، فهو فنان بحجم الوطن، حيث يعتبر واحدا من اهم الشعراء فى الوطن العربي.
الخال الذى غيبه الموت منذ سبع سنوات كان كتابا يحمل فى طياته الكثير والكثير من الذكريات الفنية التى شكلت حقبة كاملة من تاريخنا وتراثنا الفني فى مصر.
الأبنودى يعد من أشهر شعراء العامية فى الوطن العربى حتى ان القصيدة العامية معه شهدت مرحلة انتقالية مهمة فى تاريخها وشكلت أشعاره نوعا من المقاومة اثناء العدوان الثلاثى على مصر ونوعا من القوة أثناء الهزيمة فى نكسة 1967 ونوعا من الحماسة والنصر بعد حرب اكتوبر 1973 وكان له دورا بارزا فى الحراك الادبى والسياسى والثقافى والاجتماعى فى حياتنا المصرية بدأ حياته كراعى للغنم فى قريته الصغيرة أبنود وتحول معه حب الطبيعة وعشقه للارض والزراعة التى دفعته لكتابة قصيدة بالعامية عن دودة القطن الى شهرة واسعة من اكبر الابواب عندما نشر الشاعر الكبير صلاح جاهين قصيدته فى مجلة صباح الخير ليطلبه الشجاعى رئيس الاذاعة ليكتب اولى قصائده الشعبية تحت الشجر ياوهيبة وتلتها اغنية ” بالسلامة ياحبيبى بالسلامة ” بالسلامة تروح وترجع بالسلامه ” التى غنتها نجاح سلام لمستمعى الاذاعة ومنها الى سلسلة اغانى جميلة غنتها فايزة احمد وشادية حتى ذاع صيته ووصلت أخباره الى مسامع العندليب عبدالحليم حافظ الذى صمم ان يغير جلده بكلمات من تأليف الابنودى وأثمر هذا التعاون عن مايزيد على 30 اغنية من أجمل الاغانى المنوعة بين العاطفية والوطنية ثم أهدى أجمل كلماته لفنانى الزمن الجميل ليتغنوا بها ويصنع عن حق زمنا جميلا فى كل شيئ فى الكلمة واللحن والصوت ولم يقف الابنودى عند حدود هذا الزمن بل تطور ليتعاون مع جيل الشباب أمثال منير ومروان خورى واستمر معه عشقه لمصر حتى أخر لحظات حياته ليرحل الخال تاركا وراءه ارثا فنيا ضخما بعدما رسم بكلماته اوجاع الناس وانتصر فى قصائده لقضايا الحق والعدالة.
صوت الأمة العربية فتحت صندوق ذكرياته مع النجوم الذين عاصروه او تعاملوا معه لنغوص في تفاصيل حياته، التقينا بعدد من أقرب أصدقائه فضلا عن أقرب الناس إليه وهي زوجته الاعلامية الجميلة نهال كمال التى فتحت قلبها واستعادت معنا ذكريات الابنودى فى منزله وطعامه المفضل وتعاملاته مع بناته واقرب اصدقائه وصديقاته من الوسط الفني.
حلمى بكر :” متى سنشعر بقيمة وطننا ونعطيه حقه لنستطيع حينها ان نعطى للابنودى حقه الذى يستحقه”
توجهنا بالسؤال اولا للموسيقار الكبير حلمى بكر عن رأيه فى الراحل عبدالرحمن الابنودى كانسان وكفنان ؟
فقال : لا استطيع ان افصل بين الابنودى كانسان وكفنان فكما كان فنانا جميلا كان انسانا اجمل فالفنان بلا انسانية لايسوى اى شيئ فقد كان طيب لاقصى حد وعندما كان يثور خارجيا كان فى داخله يحمل قلب طفل وفى حياتى لم ألحظ مرة انه انقلب على شخص بل كان يواجه وانسانيته حاضره
اما من ناحية ابداعه فلنترك اعماله تتحدث عنه فهو ملئ السمع والبصر والفؤاد رغم غيابه واعماله الحاضرة والباقية دائما وابدا مازالت تتحدث عنه وتذكرنا به وكما كتب فى الوطنيات كتب فى العاطفيات وانا اعلم مالايعلمه احد عن اعماله الانسانية والخيرية لكن لايصح ان اتحدث عنها لانه لم يكن لديه الرغبة فى اعلانها فى حياته وانا احترم فيه هذه الرغبة واتمنى ان تكون شفيعة له يوم الحساب
وعن المواقف التى جمعتهما قال : اجتمعنا سويا منذ اول لحظة وطأت فيها قدمه لبلد المعز القاهرة واستمرت صداقتنا حتى قبل وفاته بأشهر قليلة وتعاونت معه فى عدة اغانى كتبها للفنان محمد رشدى وقمت بتلحينها.
ووجه بكر رسالة الأبنودي بعد سبع سنوات من غيابه قائلا:”أقول له اقتربت ذكراك وفينا من لايشعر بقيمة بلده فمتى سنشعر بقيمة بلدنا حتى نستطيع حينها ان نعطيك حقك الذى تستحقه”.
محمد سلطان : أخلاق صعيدى يمتاز بالشهامة والكرم وغاب بالجسد فقط واعماله لن تموت
أما الموسيقار محمد سلطان قال : اخلاق صعيدى يمتاز بالشهامة والجدعنة والوفاء وقد كان اخا وصديقا وتعرفت عليه من خلال اغنية مال عليا مال التى كتبها لزوجتى الراحلة فايزة احمد وقمت بتلحينها واستمر التعاون بيننا من وقتها وقد كتب لفايزة عدة اغانى ناجحة مثل قاعد معاى واخد حبيبى وياما ياهوايا واغنيات اخرى فهو انسان يحمل خلق رفيع وعلى قدر كبير من العلم والثقافة كما كان صاحب شخصية مميزة جدا.
وعن علاقتهما قال : لم تكن علاقة عايرة فقد كنا عشرة عمر طويلة نتزاور دائما وعشنا سويا كأصدقاء واثمرت هذه الصداقه عن تعاونات فنية ناجحة كالاغانى التى كتبها لفايزة احمد ولحنتها انا ومهما ظهر من شعراء جدد لن نجد فيهم واحدا بربع قيمة وقامة الراحل عبدالرحمن الابنودى واقول له:” غبت عنا بالجسد فاقتقدناك كانسان لكن كفنان فانت باقى للابد باعمالك التى لم ولن تموت”.
هانى مهنى :”كنا نشم طين مصر من خلال اشعاره ولم تغيره المدينة وعاش بجلبابه لاخر يوم“.
اما الموسيقار هانى مهنى فقال : الابنودى يعتبر شاعر القرية والمدينة فى وقت واحد ويكفى انه عبر باشعاره عن البيئة المصرية الاصيلة لانه الشاعر المنفرد بذاته والذى مزج فى اشعاره بين الفلكلور والحضارة فكما كانت مصر زاخرة بشعراء كبار امثال مرسى جميل عزيز وكامل الشناوى وصلاح جاهين وحسين السيد وعبدالوهاب محمد فكان الابنودى بينهم له صبغة خاصة ولمسة خاصة فكنا نشم طين مصر من خلال اشعاره التى كانت تلمس الريف واهل الصعيد وتصور للمستمع بحرفية شديدة كانك تحتضن النيل وعلى الجانب الاخر تجد انه كما ابدع فى عمل صورة وطنية خالصة تجد ايضا انه قدم مجموعة من افضل الصور الرومانسية فى اشعاره ولنتأمل مثلا عيون القلب الذى كتبها لنجاة وساعات ساعات لصباح وانا كل مااقول التوبة للعندليب عبدالحليم حافظ فيذهب باشعاره لمناطق فى منتهى الرومانسية فيذهب بنا الى كل منطقة وهو يحمل فلكلورها ومشاعرها وتفاصيلها التى تحلق فى اذان المتلقى بمنتهى الصدق وقد شاركت بالعزف فى أكثر من نصف الاغانى التى كتبها الابنودى بالاضافة الى انتاجى لمجموعة اغانى من تأليفه أشهرهم التوتو نى لفاطمة عيد و طريق الاحباب لعماد عبدالحليم
أما عن الابنودى الانسان فقال : كان يمتاز بانه لم يتغير فالمدنية من حوله لم تغيره فقد عاش بجلبابه الى اخر يوم فى حياته وقد اختار ان ينهى حياته بقرية بالاسماعيلية كى يرى فيها طفولته التى عاشها فى الريف الصعيدى
وقد كنت حريص على الاطمئنان عليه طوال الوقت والتقينا فى الكثير من السهرات والجلسات الفنية قبل زواجه من الاعلامية نهال كمال ورسالتى له عبارة عن دعوة من القلب له بالرحمة وان يرزقنا الله بشاعر نرى فيه الابنودى من جديد
الموجى الصغير : كلامه أخضر كالزرع ودخل قلوب المصريين كالبرق
اما الفنان الموجى الصغير قال : الابنودى انسان نقى طيب تشعر فى وجهه بطيبة ارض مصر وحلاوة نيلها وكلامه اخضر كالزرع وهو من اوئل الناس اللى صنعوا تاريخ مصر فنيا بعد الاستاذ صلاح جاهين وبعد وفاة جاهين دخل الابنودى بكل معانيه الاصيله باشعاره لقلوب كل المصريين خاصة انه عبر عن كل طبقات المجتمع وتجد انه شخص مضياف لانه يتحلى بطابع اهل الريف والكرم الزائد عن الحد وكان له تاثير فنى كبير على جيل الشعراء الجدد وقد زرته بالمستشفى اثناء علاجه.
اما بخصوص تعاونه مع الموجى الاب فقال : كانا متواجدين فى بيت العندليب اثناء اشتهاره بكتابة الاغانى الوطنية فاستفزه حليم ببعض العبارات متسائلا هل يستطيع الابنودى ان يصنع اغنية رومانسية بنفس الكفاءة التى يبدع فيها فى كتابة الاغنية الوطنية فدخل الابنودى غرفة فى منزل عبدالحليم وبعد ربع ساعه خرج باغنية مشيت على الاشواك وبمجرد ان قرأها للعندليب فى حضور الموجى لحنها الموجى بدون تردد فى نفس الجلسة لتخرج لنا اغنية من اروع ماكتب الابنودى وتلحين الموجى بصوت العندليب لكن لم يكن ذلك التعاون الوحيد فقد استمرت سلسلة التعاونات بينه وبين الموجى فى اكثر من عمل ناجح ابرزهم عيون القلب الذى كتبها لنجاة وقالى الوداع لشادية حتى انهم تعاونوا معا فى الفيلم العالمى عمر المختار وبعد وفاته بفترة ليست كبيرة تعاون اخى الاصغر يحيى الموجى فى توزيع وتلحين اغنية من كلمات الخال للفنانة القديرة نجاة الصغيرة التى عادت بها للساحة الفنية من جديد فى خطوة ختامية لتعاون عائلة الموجى مع الغائب الحاضر عبدالرحمن الابنودى الذى اقوله له اليوم افتقدناك ياخال.
نادية مصطفى : سيرتك العطرة باقية ولمساتك الفنية موجودة وعزائنا الوحيد انك بين يد الله الامينة
أما الفنانة نادية مصطفى قالت : الابنودى بالنسبة لى لم يكن مجرد شاعر افتخر به او احب اشعاره فقط بل كان اخا كبيرا لى واعتبره سند لى فى بداية حياتى وقد كنا اصدقاء ونجتمع معا لنمارس هوايتنا المشتركة وهى الصيد هو مدرسة كبيرة يفتخر بها العالم العربى كله بجميع مستوياته وتاريخ كبير من الاغانى الناجح سياسيا ووطنيا ودينيا وعاطفيا وافتقدناه كجسد فقط .
وعن المواقف التى جمعتهما قالت : هناك الكثير من المواقف التى لاانساها معه فى وقت ما فى بداية حياتى مع زوجى اركان فؤاد كانت بنتى الاولى التى لم يتعدى عمرها عامين فى ذلك الوقت قد رفعت سماعة التليفون وتركت الخط مشغول فى الوقت الذى حاول فيه زوجى الاتصال على تليفون منزلى للاطمئنان علينا وذلك قبل اختراع التليفونات المحمولة لكن دون جدوى فعاد اركان الى المنزل من شدة القلق وكادت ان تحدث مصيبة لولا تدخل الاب والاخ والصديق عبدالرحمن الابنودى ليهدأ الموقف
وعن تعاونهما الفنى قالت : تعاونت معه فى اغانى كثيرة فى البوم كامل من تلحين الموسيقار عمار الشريعى بعنوان جوابات سنة واحدة وعملت كده فيا .. انا ياما هقولك ماجرالى .. ندر عليا .. ومن هذا الالبوم بالتحديد خصص اغنية كتبها لزوجته الاعلامية نهال كمال بعنوان شبابيك الحب وكانت كل اغنياته قريبة لقلبى وقد خصنى باغنية وطنية من اجمل ماكتب عن وحدة الوطن العربى فى اوبريت بعنوان افراح النصر الذى قدمته فى ذكرى انتصارات اكتوبر وخصنى ببعض الاغانى الدينية التى كتبها بصدق شديد واقول له سيرتك العطرة باقية ولمساتك الفنية موجودة وعزائنا الوحيد انك بين يد الله الامينة
بهاء جاهين :”كان حالة متفردة بذاتها والاغنية بالنسبة له ليست سلعة”.
أما الفنان بهاء جاهين نجل الراحل صلاح جاهين قال : الابنودى شاعر كبير جدا والاغنية بالنسبة له فن وابداع وليست سلعة وعلاقته بصلاح جاهين بدأت من خلال القصيدة التى نشرها ابى للخال فى مجلة صباح الخير ولن استطيع ان اقول انه كان امتدادا لصلاح جاهين لانه كان حالة منفردة وقائمة بذاتها
طارق الشناوى : الابنودى من الشخصيات التى لايمكن تجاهلها وقد غير بوصلة اعلامنا القاهرى الى الاسماعيلية
أما الناقد طارق الشناوى قال : الابنودى حالة خاصة جدا فعندما جاء من الصعيد جاء بمفردات تعبر عنه ولم يكن صدى لاحد وهذا اهم مايميز الفنان ان يكون نفسه وكان لديه حضور انسانى طاغى جدا فحتى الان اشعاره وتسجيلاته مازالت موجودة وحاضرة وبقوة ولك ان تلحظ انه غير بوصلة الاعلام فاعلامنا القاهرى تحول الى الاسماعيلية بعد ان غاب الابنودى عنها ذهب ورائه كل اعلاميين مصر لاجراء حوارتهم هناك فى بيته وقد كنت انا دائم الكتابة عنه فهو من الشخصيات التى لايمكنك ان تتجاهل وجودها وكتاباتى عنه كانت تنصفه كشاعر مهم لكن هذا لايمنع ان انتقده فى بعض ارائه من رؤيتى الفنية لكن فى المطلق كانت كتاباتى عنه ايجابية وأقول ان الابنودى من الصعب ان يغيب سيظل حاضرا لجيلنا السابق والحالى وللاجيال القادمة
جانو ابنة شقيقة الصبوحة:” خالتي كانت تعشق الأبنودي ووضعت أغنية ساعات ساعات رنة هاتفها المحمول”
اما الفنانة جانو بنت شقيقة الشحرورة صباح فقالت : علاقة الابنودى بصباح علاقة غريبة بعض الشيئ فصباح تقدر الكلمة جدا وقد كتب الابنودى اغنية ساعات ساعات على فترات مختلفة حيث كان يقوم بكتابة جزء منها ثم يعود لكتابة جزء أخر بعد فترة وكل جزء يعبر عن حالة مختلفة من حالات الانسان الواحد الذى يشعر مرة بالفرح ومرة بالحزن ومرة بالوحدة ومرة بالطفولة وهكذا وبعد ان انتهى الابنودى من كتابة اغنية ساعات ساعات ظلت هذه الاغنية فى الادراج لم يلتفت اليها اى مطرب او مطربة بسبب صعوبة كلماتها التى من الممكن ان تكون كلمات ثقيلة فى غنائها كما ان غنائها يحتاج لنفس قوى وطويل لكن صباح التى تغامر دائما بكل ماهو جديد ومختلف ورغم ان هذا النوع من الاغانى لم يكن نوعها لكنها سارعت لتنفيذها فور سماعها بالكلمات من المخرج العبقرى احمد يحيي وقامت صباح بغنائها وكانت تذكر الابنودى دائما بكل عبارات الشكر فى اى اطلالة تليفزيونية لها لكنها لم تراه فى حياتها الا مرة وحيدة وكان الابنودى يعشق صوتها وفى احدى المناسبات كانت الصبوحة فى زيارة سريعة الى مصر وتجلس على الكرسى فأتى الخال عبدالرحمن الابنودى من خلفها يداعبها وعندما اخبرها الاصدقاء بانه الابنودى صرخت من الفرحة وشكرته على اغنية ساعات التى كتبها لها من سنوات ودائما كانت تردد ان هذه الغنوة تختصر تاريخها لدرجة جعلتها تصنع منها رنة خاصة على هاتفها المحمول لانها كانت تعبر عنها جدا واسئل الله ان يجمعهما سويا فى جناته.
نهال كمال :”الابنودى صانع الاكل فى المنزل ويحاور الاشجار بلغة لن يفهمها غيرهما”.
ثم توجهنا بالسؤال ذاته الى زوجته الاعلامية نهال كمال فقالت : المحور الاساسى فى حياته والذى يدور فى فلكه هو حبه وعشقه لمصر فقد عاش طيلة عمره يعشق هذا البلد حتى فى لحظاته الاخيرة فى المستشفى لم يكن قادرا على ان يمسك بقلمه من وهن المرض لكنه كان حريصا ان يمسك قلمه ليكتب عن كل حدث تمر به مصرنا الحبيبة لدرجة ان الفنان محمد منير ومحمد رحيم قاما بزيارته فى المستشفى وطلب منهما غناء اوبريت من تاليفه عن قناة السويس لكن القدر لم يمهله ذلك.
وعن الابنودى الانسان قالت كان الابنودى صانع الاكل ولست انا فقد كان يجيد الطبخ وهو من قام بتعليمى اسس الطبخ التى تعلمها من والدته الصعيدية التى كان يعشقها ويراقب اسلوب وطريقة طهى الطعام من خلالها خاصة اثناء عمل الخبز الصعيدى او العيش المرحرح.
نهال كمال:” كان مهموما بوطنه ويقدس أمه ويتعامل برفق مع بناته”.
وبخصوص تعاملاته مع بناته قالت : كان رجلا مستنيرا جدا متقدم جدا فى الفكر والرؤيه يبتعد عن الازدواجيه فى الفكر فقد كان له وجها واحدا فى تعاملاته وكان ابا ديموقراطى واعترف ان هناك فجوة او فرق فى الاجيال لكنه وبذكاء شديد استطاع ان يعبر هذه الفجوة الفكرية استطاع ان يعبر هذه المسافه العمربة بفكره الشاب المتقدم وان وجدت خلافات فى وجهات النظر كانا يحترم كلاهما الاخر لكن لم يكن متشدد مع بناته اطلاقا لانه يعطى الثقة وحرية الخطأ وان حدث شيئ ما خارج الاطار المتفقين عليه فى تربية بناته فيقوم بعمل نوع من المعاتبة الرقيقة فقد كان نموذجا للرجل الصعيدى الديموقراطى جدا وقد كان يعشق المراة ويحترم ويقدس امه ولانه يحترم المراة كان يحترم عملها بالطبع خاصة اذا كانت متطورة وواثقه من نفسها ولها كيان خاص ومستقل لكنه يكره ان تكون المراة متسلطة ولا تحترم حرية الرجل.
نهال كمال:”يعشق المناظر الخضراء ورومانسيته من خاص”.
وعن تفاصيل حياته قالت نهال : كنا نعيش فى منزلنا بالمهندسين قبل انتقالنا الى القرية فى الاسماعيلية بعدما نصحوه الاطباء بضرورة الاقتراب من الاشجار وفى منزلنا الصغير بالقرية يوجد مكان تحيطه الاشجار فكان يعشق الارض والزرع والفلاحة ويفهم كل اسماء نباتات الارض ويقوم بزراعة كل شيئ خاصة اشجار المانجا التى كان يراقبها طوال السنة ويزرعها بنفسه ويحاور الاشجار بلغة لن يفهمها غيرهما ويسعد بطرح المانجا كل سنة ليقوم بتوزيعها على اصدقائه كنوع من الهدايا وسعادته فى العطاء وقد حافظت على هذه العادة حتى بعد وفاته فقد كان شاعرا نابع شعره من حبه للطبيعة كان معطاءا فى كل شيئ حتى فى شعره وسعادته فى ان يرى الاخرين فى حالة سعاده و كان مضيافا جدا فى اى مأدبة ينفذها ببيته الحظ انه لم يقترب للاكل لكن كنت ارى السعاده على وجهه عندما يشعر برضا ضيوفه فقد كان كريما للغاية وهناك صلة سحرية ونوع من القبول بينه وبين الناس فالناس تألفه وتحبه وهذه نعمة من ربنا حيث يدخل قلوبهم بدون استئذان بسبب بساطته فهو فنان لم تصيبه امراض الغرور والتعالى وكان اسعد مايكون عندما يصادف شخصا بجلباب فيقوم باحتضانه ويتحدث معه عن الارض والطين المصرى ولم يقتصر حب الناس له على مصر فقط وانما كان العالم العربى كله يعشقه خاصة لبنان والجنوب اللبنانى حيث الامسيات الشعرية فى بيروت وعندما وصلت كلماته من خلال ساعات ساعات التى غنتها صباح الى مسامع اللبنانيين صنعت محبة خاصة وشكلت حالة حب خاصة جدا بينه وبين الشعب اللبنانى وكانت هذه اول خط يربطه بالشعب اللبنانى بعدها كتب لماجدة الرومى ومروان خورى بنلف فى دواير وغيرها حتى فى الكويت تم تكريمه عشرات المرات حبا فيه وفى اشعاره
وعن الرومانسية فى حياته قالت : كان يقوم بزراعة نباتات الياسمين بيده فى حديقة المنزل فى اتجاه معين بحيث تكون فى مهب الهواء فتلقى برائحة الياسمين علينا فى المكان الذى نجلس به فى الحديقة فقد كان رومانسيا بذكاء ويختار بعناية مكان زراعة هذه النباتات والمناظر الخضراء كانت تبعث على السعاده وكونه شاعر كانت هناك صلة خاصة بكل مايحيطه خصوصا الطبيعة والاشجار وكل مايخص الارض.
نهال كمال:” شادية أحب مطربة الى قلبه ومحمد رشدي الأقرب من المطربين”.
وعن أقرب أصدقائه فى الوسط الفنى قالت: أقرب فنانة لقلبه هى شادية ومن بعدها فايزة احمد ومن الرجال كان يعتبر محمد رشدى هو الاخ والصديق الصدوق له ورغم حبه الكبير للعندليب عبدالحليم حافظ الا انه كان يعتبر محمد رشدى اخيه الذى لم تلده امه واثناء مرضه كان رشدى يهاتفنا يوميا وفى رئيي فان محمد رشدى كان يخاف على الخال اكثر منى أنا شخصيا لكن اكثر فنان كتب له الابنودى كان على الحجار فقد نجح معه فى كتابة تيترات المسلسلات الناجحة جدا مثل ابو العلا البشرى ومسألة مبدأ وغيرها من الاعمال الناجحة وفى هذا التوقيت بدأ تعاوناته المختلفة مع جيل الشباب وقتها حيث كتب لمحمد منير يونس وياحمام وشبابيك وكان الفنان محمد رحيم يجلس معه ويلحن كلماته طازجه دون تاخير فى حينها وأحمد الله ان سيرته العطرة باقية حتى الان فكانت علاقته ممتازة بكل الفنانين والفنانات الذين تعامل معهم حتى رغم اختلاف الاجيال وظهور جيل جديد كمدحت صالح وهانى شاكر ونادية مصطفى فكان يواكب التطور دائما فى تعاوناته معهم.
نهال كمال :”هتتونسى بمين يامصر فى غيابه!؟”.
وعن مااذا كان هناك خليفة للابنودى فى الوقت الحالى قالت :الابنودى لايقارن وعندما كان يتم تكريم الشاعر العظيم محمود درويش فى تونس ولقبوه باحسن شاعر فى مصر رفض وقال ” انا مش اكبر شاعر فى مصر طول مالابنودى موجود ” هذه اخلاق الكبار كل محترم يحترم غيره ويقدره ولايوجد خليفة للابنودى ولن يجود الزمن بمثله ابدا واقول له فى ذكراه صوتك سيظل خالدا فى مصرنا بابداعك فانت الغائب والحاضر فى نفس الوقت لانه كان دائما يقول هتتونسى بمين يامصر فى غيابى
وعن ما اذا كان سيتم تقديم سيرته الذاتية فى عمل فنى يحمل اسمه نفت نهال الفكرة وقالت: حتى الان لم نتطرق لمثل هذه الفكرة لكننى كتبت كتابا عن حياتى مع الخال بعنوان ” حكايات نهال مع الخال ” وقد كتب الكاتب الصحفى محمد توفيق كتابا عنه بعنوان الخال .. ولو عرضت عليا فكرة مسلسل يحكى سيرة حياة الابنودى ساوافق بشروط اهمها ان يكون هناك دقة فى الاحداث وامانه فى العرض ومؤلف ذكى يستطيع جمع كل الاحداث التى تخص الابنودى كما اننى اعمل جاهدة على انشاء موقع يضم مؤلفاته الكاملة قريبا.