المزيد

الشعر الحر وقصيدة النثر..وقفة تأملية

الشعر الحر وقصيدة النثر..وقفة تأملية

 

بقلم حاتم عبدالهادي السيد

 

إنَّ إشكاليات قصيدة النثر العربية تبدأ من المصطلح، إذ إنَّ كثيراً من النقاد والباحثين لا يميزون بينها وبين الشعر الحر، حتى أنَّ بعضهم أخذ يتحدث عن ريادة الشاعرة العراقية نازك الملائكة لها في حين أنَّ الشاعرة والناقدة المذكورة كانت من أشد خصوم هذه القصيدة.

 

أما علاقة قصيدة النثر بأنموذج الشعر المنثور الذي ظهر في الربع الأول من القرن العشرين، فهو محل إشكالية أخرى؛ إذ يذهب قسم من النقاد إلى أنَّ الاثنين لا يعدوان أن يكونا تسميتين لنمط كتابي واحد، في حين يرى آخرون أنهما جنسان مختلفان كل الاختلاف.

 

أما مصطلح النثيرة فهو مصطلحٌ أطلقه الناقد محمد ياسر شرف في سبعينات القرن العشرين ثم فصّل فيه في كتابه النثيرة والقصيدة المضادة. ويرى يرى الناقد في مصطلح قصيدة النثر تناقضاً ضمنياً بسبب جمعه بين الشعر والنثر معاً رغم دلالتيهما المختلفتين، فهو أشبه بقولك: دائرة مربعة أو مستطيلة، فالشعر ليس هو النثر، وإن كان يصحّ اعتبار كل من هذين الأسلوبين في التعبير فرعاً من الأدب حين تمسكه بالمعايير الأدبية المعروفة لدى النقاد في كل لغة من اللغات.

 

ويعد الايقاع إشكالية أخرى من إشكاليات هذه القصيدة، إذ يزعم دعاتها أنَّ لها إيقاعا خاصا يفوق إيقاع القصيدة التقليدية القائم على الوزن، بينما ينكر الخصوم هذا الإيقاع جملة وتفصيلاً.

 

ومن أبرز رواد قصيدة النثر (من 1954 إلى 1993): جبرا إبراهيم جبرا، توفيق صايغ، أدونيس، محمد الماغوط، مظفر النواب ،أنسي الحاج، شوقي أبي شقرا، سركون بولص، عزالدين المناصرة، بول شاوول، سليم بركات، عباس بيضون، بسام حجار، عبد القادر الجنابي، وديع سعادة، حلمي سالم، رفعت سلام، حسن طلب، أمجد ناصر وغيرهم هؤلاء هم رواد قصيدة النثر حتى مطلع التسعينيات في القرن العشرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى