“لن نرحم الصهاينة”.. ما وراء تهديدات خامنئي بعد تصعيد إسرائيل العسكري؟

في تصعيد جديد يعكس حدة المواجهة الخفية بين إيران وإسرائيل، أعلنت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية عن نجاح جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري الإيراني في الكشف عن خلية سيبرانية تعمل لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي. العملية التي تمت في محافظة لرستان غربي إيران، أسفرت عن اعتقال خمسة أشخاص وُصفوا بأنهم نشطاء في “شبكة افتراضية” مرتبطة بالاستخبارات الإسرائيلية، تم توقيفهم في مدن خرم آباد وبروجرد ودورود.
البيان الصادر عن “فيلق أبو الفضل العباس (ع)”، أحد تشكيلات الحرس الثوري في المنطقة، أكد أن الاعتقالات جاءت بعد “إجراءات جهادية وهادفة” نفذتها وحدات الاستخبارات الإيرانية، استهدفت مراقبة أنشطة مشبوهة في الفضاء الإلكتروني تهدف – بحسب البيان – إلى تنفيذ أجندات الموساد داخل البلاد.
تزامن الإعلان مع تصعيد كلامي وسياسي لافت من أعلى هرم السلطة في إيران. فقد توعّد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، اليوم الأربعاء، بردّ “لا رحمة فيه” ضد حكام إسرائيل، متوعدًا بمواجهة “النظام الصهيوني الإرهابي” بقوة، في تغريدة نشرها على حسابه بمنصة X (تويتر سابقًا).
التصريحات النارية لخامنئي تأتي في أعقاب هجوم غير مسبوق شنّته إسرائيل الأسبوع الماضي على أهداف داخل الأراضي الإيرانية، شملت منشآت نووية وعسكرية، بالإضافة إلى مناطق سكنية، ما اعتبره مراقبون تجاوزًا للخطوط الحمراء في لعبة الردع المتبادلة بين الجانبين.
وفي رد مباشر، أعلنت طهران صباح الأربعاء عن إطلاق صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت باتجاه إسرائيل، في تطور ينذر بانزلاق خطير نحو مواجهة مفتوحة ذات طابع غير تقليدي.
على الجانب الآخر، دخل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على خط التصعيد، مستخدمًا لهجة أكثر صرامة تجاه طهران، إذ طالبها بـ”الاستسلام غير المشروط”، في تصريحات أطلقها أمس الثلاثاء، متفاخرًا في الوقت ذاته بقدرة الولايات المتحدة – على حد قوله – على اغتيال المرشد الإيراني “بسهولة”، في استدعاء مباشر لخطابه خلال اغتيال قاسم سليماني قبل سنوات.
التحركات الإيرانية الأخيرة، سواء على المستوى الأمني داخل البلاد أو في الخطاب السياسي الخارجي، تعكس حالة استنفار شاملة تشهدها الجمهورية الإسلامية في مواجهة ما تعتبره “حربًا أمنية ومعلوماتية ونفسية” تشنها إسرائيل بدعم من حلفائها. وبينما يبقى التصعيد المتبادل سيد الموقف، تترقب المنطقة تطورات الأيام القادمة وسط مخاوف متزايدة من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة عسكرية واسعة النطاق.