شمس وسط الظلام.. مجموعة قصصية جديدة للأديب السيناوي حسن غريب

كتب / حاتم عبدالهادي السيد :
أصدر الاديب السيناوي / حسن عريب أحمد مجموعة قصصية جديدة بعنوان شمس وسط الظلام؛ ولقد جاء الإهداء كالتالي : أقدم تلك الأحرف الخفية علها تبوح بشئ من أحزاني 00 تبوح عن بعض نهج زمن ظلم المشاعر 00 ظلم نقاء السريرة
إهداء إلى كل من يهوي الصفاء و الطهر وخطاب إلى كل من تسوله نفسه أن يعفر القلوب البريئة بغبار أول الدروب0
ولنا أن نتخير احدي قصصه الرائعة التي جاءت في الكتاب :
اتجاه اجباري
وضعت رأسها المتعب على وسادتها و لم تلبث كرات شفافة صافية حارة أن تدحرجت على خديها و أغرقت كفيها اللتين تعانقان وسادتها البيضاء الناصعة 00 غامت عيناها العسليتان و هما تئنان تحت وطأة الرموش المبللة 00 الصبح يقترب من الوجوه و نظراتها المسمرة كما هى لم تتغير منذ المساء – و تتكرر الكلمات و الجمل و تزدحم داخل هذا التجويف الذى يسميه الجميع رأسا ” عالمى أنت 00 حياتى كلها 00 قلبى و عقلى و قلمى بين يديك ” لكن عقلها يرفض كل هذه الجمل و المفردات هناك على ذاك المقعد الخشبي الأخضر العتيق فى الحديقة الكبرى كنا متلاصقين 00 الجو يميل إلى ربيعى 00 نسمات رقيقة لطيفة تداعب شعرها البنى المسترسل 00 تزداد قوتها فى بعض الأحيان 00 لتعبث بخصلاته فتدغدغ صنع الصغير 00 يتلو على مسامعها أفكاره المعتادة 00 يطالبها باتخاذ قرار بشأن علاقتهما 00 تضيق الدنيا فى عينيها الواسعتين تجهز بنفسها تنكمش كما الخائف الملتاع 00 يكبر الهم فى قلبها و يتمثل لها الفرح الحقيقي إنساناً خيالياً لا تراه إلا فى أفلام الصغار 00 و لا تسمع عنه إلا فى الأساطير و القصص الخرافية ذلك الإنسان المنقذ الذى يعرف متى يأتى ومتى يذهب متى يفرح ومتى يحزن 00 أين يكون وجوده ضروريا و أين ينعدم 00 يعرف أى القلوب يلج إليها 00 و أيها يبتعد عنها 00 يستمر تدفق كلماته الجميلة 00 يرسم لها عوالم كثيرة حلوة 00 تتلذذ بعوالمه البراقة ينساب صوته بعذوبة فى حناياها و هو يناجيها 00 هذا ليس رأيى الشخصي فقط إنه رأى الناس الذين حولى 00 أصدقائي الكل يشجعنى على علاقتى بك 00 أرجوك فكرى قليلاً بهذا الإنسان الغريب الذى أصبحت وطنه صدقينى أنك وهذه المدينة 00 شئ واحد إنتمائي 00 دفء الاستقرار
يتحرك جدسها بتثاقل فوق الفراش عيناها مغمضتان 00 تريد الحفاظ على أفكارها خشية الهروب 00 هل هى حقا تحبه ؟ و إذا كانت تحبه فلماذا التردد بالارتباط به هل هى متعلقة به لأنه كان سبب شهرتها ام لأنه يحمل فى جيناته كل ذاك الدفق العاطفى الصادق و المخلص 0 أم لأنها طالما حلمت بالزواج من شخص مهم مثقف و متفهم و لا تستطيع التنازل عن حريتها الآن وهو إلى متى سيبقى على حالة ؟ لكل شئ نهاية ولابد أن ينفذ صبره يوماً 00 و تعود بأفكارها إلى المقعد العتيق المطل على البحر ، هناك حيث استمر النقاش العقيم بينها و بينه و بكل ما يحمل لها من حب يدعوها إلى عالمه 0
تعالى إلى 00 إلى عالمى الجميل و المتواضع 0 أنت تنتمين إلى هذا العالم و ليس إلى سواه تحلى بالجرأة ولو مرة اتخذى قراراً 00 تعالى إلى نبنى مجد الكتابة معا ونعيش الحياة بكل أبعادها00 أخرجى من دائرتك الضيقة تطلعى للمستقبل ولا تدعى الجزئيات الصغيرة و الكثيرة للحياة تستهلك ما لديك 0 اكتبى عنى 00 كتبتى قصصا كثيرة لم أكن أنا أحد أبطالها 00 أليس هذا مستغرباً ؟ !
هدوء فظيع لا يقطعه إلا حفيف ثوب نومها 00 توقفت آلة التسجيل عن العمل دون أن تحس بالمعزوفات الموسيقية الرقيقة التى ترافقها كل ليلة ، دوي سيارة القمامة فى الخارج يشق الليل و أصوات جامعى القمامة نقلها من عمق تفكيرها لم يطل مكوثهم كان صوت السيارة الذى يتلاشي شيئا فشيئا وهى تغادر الحى آخر الأصوات التى سمعتها ليلتها قبل أن تخلد لنوم عميق.






