ثقافة و فن

الشاعر و الغزالة شعر حاتم عبدالهادي السيد

الشاعر و الغزالةشعرحاتم عبدالهادي السيد

 

 

أيتها الغزالة الرائعة

إن عشرين ربيعاً لا يَفُتُّ عَضُدَ امرئ،

عندما يبدأ محاولة غير رعناء لحملك إلى الإفضاء

لفتى يفتل من رقاق الضوء أشجاراً خرساء

حيث لا طيور …

لا هسيس ..

لا كلام !!

أيتها الأفعى غير الرقطاء ،

والقطة الأليفة لدى ديجور مُغبَّش بمنمنمات الحُلكَةِ

سأكتب بأنني لست ملكاً لك ،

وكذلك لست ملكاً لأحد ،

وأحتفظ لنفسي بملكية مسلوبة ، ومُوَشَّاة بضباب أثير ،

وحالمٍ أيضاً ..

عند منحنى للبراءة أكتب قصيدة للزمان ،

عسى بعض ” اللقالق ” ينزعن شفقاً

لرتق رعونة ، وشبقا للاشىء ،

ممتع ومثير ..

ولست بميتافيزيقي ،

أو عارف بأصول للعلوم التجريبية

غبر أن قناعة لدهشة مفاجئة قد أحدثت ،

في الكينونة الأولى أفكاراً ،

ومساحات لفضاءات غير متساوقة ،

ولا تتسق بتفصيلات خريفية ،

أو تسع الفصول الأربعة !!

إن هودجاً من سرداب يفضى لكهف غير معلوم

هو أجمل – عند كثيرين أمثالي – من اللحاق بموكب

لأسراب طيور السمان المهاجرة ..

لذا ، شبهت نفس بطائر ” الفينيق ”

الذى ينشر جناحيه فوق ركام لجثث الصمت المفعم

بركامات الدهشة الرائقة ،

حيث لا حدود لمتعة محسة

أو معلومية لتهاويم غير متضحة المعالم

فقط ، ينساب غناء حزين لسرب يمام

طالع من خضرة الروح ،

فلا عندها تتضح رؤى ،

ولا تنبت حنطة لوقت مفعم بأوار لتناغمات

غير مؤثرة في الرنين ..

إذ المرآة تشى بروعة مغايرة ،

وغير مثاليةٍ ،

لكنها تنقل الواقع الحقيق …

والمُحتشد بنظمٍ ودساتيرَ محكمة ،

وقد تبدو ناقصة أحياناً ..

إن أربعين عاماً من البهاء يغيرون حقيقة المجتمعات

ويذرفون الدموع ثخينة فوق قبور الشهداء ..

كل عام أحتفل بهذه الطقوس ،

وأكره ليلة رأس السنة

وأحب الثالث من مايو، وأنتظره كل عام ..

لم أكُ إلاَّ جراداً ،

يمر على حقول اللوز والمشمش ،

والزروع التي يزرعها البروليتاريون ”

وأستمتع بالنظر – فقط – للقصور الرأسمالية

الباهتة المعالم ..

والله أقسم مع كل مجىء مطر ،

بأن أزرع الحنطة والشعير

وشجر العادر والصبار

ليأكل الجوعى في العالم الثالث ”

خبزاً مختلف المذاق.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى