أخبارتقارير و تحقيقات

بعد إسقاط مسيرة أمريكيةثانية ..هل تتصاعد التوترات في اليمن

شهدت الساحة الإقليمية تصعيدا جديدا ومثيرا للقلق بعد إعلان الحوثيين  في اليمن عن إسقاطها ثاني طائرة مسيرة أمريكية خلال فترة قصيرة. هذا التطور يعكس تصاعد التوترات في المنطقة، ويبرز تحولا نوعيا في التكتيكات العسكرية للجماعة التي باتت تستهدف المصالح الأمريكية بشكل مباشر. وبينما تسعى الولايات المتحدة لتأمين مصالحها في المنطقة، تتصاعد التساؤلات حول تداعيات هذه العمليات على الاستقرار الإقليمي، ومآلات الصراع المتشابك بين الأطراف المتنازعة.

الحوثيون بين المقاومة والتكتيكات الإقليمية

وصفت جماعة الحوثي الضربات الأميركية بأنها “انتهاك لسيادة اليمن”. متهمة واشنطن بدعم إسرائيل عسكريًا وسياسيًا. وفي المقابل، صعّدت الجماعة هجماتها ضد مواقع إسرائيلية ومنشآت أميركية. مما يعكس اعتمادها على تحالفها مع إيران لاستخدام اليمن كقاعدة لتهديد المصالح الإقليمية.

الضربات الأميركية

استهدفت الولايات المتحدة منشآت حوثية تستخدم لإنتاج أسلحة متقدمة، في محاولة لحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر. ومع ذلك، تثار تساؤلات حول جدوى هذه الاستراتيجية وتأثيرها على التوازن الإقليمي. خاصة مع الانتقادات الموجهة لإدارة بايدن بسبب رفع الحوثيين من قائمة الإرهاب سابقا.

 تصعيد جديد 

واجهت إسرائيل تهديدات مباشرة من الحوثيين. مما دفعها إلى إصدار تحذيرات شديدة اللهجة. ويرى محللون أن استهداف إيران مباشرة قد يكون أكثر جدوى من التركيز على وكلائها مثل الحوثيين. خاصة في ظل التحديات الجغرافية وتعقيدات الوضع في اليمن.

تداعيات إنسانية 

وسط التصعيد العسكري، يعاني اليمنيون من كارثة إنسانية غير مسبوقة، مع أكثر من 20 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات. يظل هذا البعد الإنساني عامل ضغط دولي لإيجاد حلول للصراع، لكنه يستغل أيضًا كأداة في لعبة المصالح الإقليمية.

وفي هذا السياق، قال أحد الخبراء في العلوم السياسية إن الجماعة التي تقود الهجمات من اليمن لا تسعى إلى خوض حرب طويلة مع دولة الاحتلال. بل تهدف إلى استنزاف قدراتها العسكرية لإجبارها على التوقف عن التصعيد ضد منطقة الصراع الأخرى وإنهاء هذا الملف. وأكد أن الدولة المحتلة تواجه خيارا صعبا بين حرب استنزاف طويلة أو وقف العمليات العسكرية.

وأشار الخبير، خلال حديث إعلامي، إلى أن الصواريخ التي انطلقت من اليمن واستهدفت عمق الدولة المحتلة تمكنت من اختراق سبع منظومات دفاعية على طول الطريق. بما في ذلك أنظمة أمريكية وبريطانية في البحر الأحمر، وثلاث منظومات دفاعية جوية داخل الدولة المحتلة، إضافة إلى منظومات جديدة تم استيرادها مؤخراً.

وأوضح أن المنظومة الدفاعية الجديدة، التي أحضرت من إحدى الدول الكبرى، لم تنجح في اعتراض أي من الصواريخ حتى الآن، مما يثير قلقًا بالغًا لدى القيادات العسكرية والسياسية في دولة الاحتلال.

مع استمرار التصعيد وغياب استراتيجيات سياسية واضحة. يبقى التساؤل قائما: هل ستقتصر المواجهة على اليمن، أم ستتسع لتشمل إيران مباشرة؟.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى