الشاعرة اليمنية ليلى حسين تكتب :هذه ليست أنا… إنها هرموناتي
الشاعرة اليمنية ليلى حسين تكتب :هذه ليست أنا… إنها هرموناتي
الساعة
لا تتوقف عقارب الساعة عن التراقص
الجمهور ذاته
التسابق ذاته
الرقصة ذاتها
هرمونات العقرب الصغير تتأرجح مع التنهيدة الأخيرة
كلما انتهت بطاريتها طويلة الأمد
ردت الساعة على كل عين تعاتبها: كم الوقت؟!
مروا من هاهنا
وانسوا الوقت قليلاً
انسوني
انسوا
هذه ليست أنا.. إنها هرموناتي
الورقة
يكتب الزمان عليّ كل ما يراوده
أحن لماضيّ
للشجر وللندى
يتطلع الكُتّاب أن أغدو مجدهم
يتطلع القضاة أن أصبح قضيتهم
يتطلع الجنود أن أصبح نصرهم
يتطلع الورد أن أعيد عبقه الشارد
تتطلع القصيدة أن تنسى المحبوبة ترميز دهشة يُرغم يديها لتمزيقي
على الأرض؛
ذاكرة مفقودة
ورقة تشبهني
إلا أنها فقدت ملامحها
آه
اغفروا لي
هذه ليست أنا.. إنها هرموناتي
الأغنية
يستهين الحب بي
البداية
المشهد الأخير
العناق الأزلي
وحدي شهدت أساطيره
وحدي ارتديت الأزرق والأحمر والبرتقالي
(يا ولدي)
(حلوة البدايات)
(أنت عمري)
(فراشة جئت ألقي كحل أجنحتي)
(وبلاش توبسني في عينيّا)
وحدي رافقت مسامع العاشقين
في كل حالات الهوى
وحدي صرت ترينداً مهرجاً لشهر أو اثنين
وحدي يُنفث من عليّ الغبار كلما شدا صوت قديم ألفته الروح..
وحدي شرحت المشاعر كلها
حتى وصلت للحن عينيه
تمتمت:
اعذروني
هذه ليست أنا.. إنها هرموناتي
الشمس
تروح وتغدو
تحترق
كما يحترق البؤساء على هذه الأرض
خارج نطاق الحرب
لا شيء
تغدو وتروح
تتمنى كل نهاية يوم
أن يعود الصبح دون مجازر
أن يجد فراس ساق أخته المفقودة
أن تغلق السماء أبوابها المفتوحة منذ ٤٠٠ صباح وأكثر
شمسنا
تروح وتغدو
تعد الشهداء والمفقودين
المباني التي تبخرت كالرماد
تتخطى بإحصائيات الرقم ما تعدون
وتتخطى بصرخة روحها جرح كل الأمهات
أمنا الكبرى
تحترق
ترفع رايات الندى كل صباح..
وتتوسل:
أوقفوا الحرب
جددوا بطاريات ساعات الحائط
أعيدوا ترتيب أجزاء الورقة
رددوا جميعاً أغنية واحدة بلسان واحد.
اعذروا اضطرابي
انسوا هذياني
اغفروا لاكتئابي
وتذكروا
هذه أنا.. ليست هرموناتي.