من “ريفييرا الشرق الأوسط” إلى “التهجير القسري”.. ترامب يثير عاصفة من الرفض الدولي بحديثه عن غزة

أثار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جدلا واسعا باقتراحه أن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة، مع إعادة توطين سكانه الفلسطينيين بشكل دائم. في خطوة وصفها كثيرون بأنها تدخل سافر في الشأن الفلسطيني واعتداء على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. وجاءت تصريحات ترامب خلال مؤتمر صحفي مشترك في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. حيث كشف عن خطة تتضمن بناء مستوطنات جديدة للفلسطينيين خارج القطاع. معتبرا أن الولايات المتحدة ستكون “المالكة” للأرض وستشرف على إعادة تطويرها وتحويلها إلى ما وصفه بـ”ريفييرا الشرق الأوسط”.
إعادة رسم خارطة المنطقة
وقال ترامب خلال المؤتمر: “ستسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة. وسنقوم بعمل كبير هناك أيضا”، مضيفا أن واشنطن ستتولى إزالة الأنقاض وتسوية الأرض وإطلاق مشاريع تنموية توفر عددا غير محدود من الوظائف. إلى جانب تفكيك جميع القنابل غير المنفجرة والأسلحة الخطرة. هذه التصريحات أثارت موجة من الاستياء والإدانة. حيث اعتبرها المراقبون محاولة لإعادة رسم خارطة المنطقة بما يخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية. دون الأخذ في الاعتبار حقوق الفلسطينيين وتطلعاتهم الوطنية.
ردود الفعل جاءت سريعة، حيث أعرب حلفاء الولايات المتحدة وخصومها على حد سواء عن رفضهم التام لهذه الخطة. وعلى الرغم من إشادة رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون، النائب الجمهوري عن ولاية لويزيانا. بالمقترح ووصفه بأنه “إجراء جريء لتحقيق السلام”. إلا أن معارضة واسعة برزت من داخل الولايات المتحدة وخارجها.
وفي الشرق الأوسط، أعربت المملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى عن استنكارها الشديد، مؤكدة أن هذه التصريحات تتعارض مع الحق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. واعتبرت الرياض أن أي محاولات لفرض حلول أحادية الجانب ستؤدي إلى تصعيد التوترات وتعقيد الجهود الدولية لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
من جانب آخر، استنكر محمد البخيتي، أحد قادة جماعة الحوثيين في اليمن. تصريحات ترامب، واعتبرها تجسيدا لـ”الغطرسة الأمريكية”. وأكد عبر منصة “إكس” أن اليمن مستعد للوقوف مع أي دولة عربية تتحدى هذا المخطط. مشيرا إلى أن “الخضوع الأمريكي سيؤدي إلى مزيد من التعدي على حقوق الشعوب العربية”.
ورغم تأييد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لهذه الخطة. معتبرا أن “تحرير غزة من حماس” ضرورة لتحقيق السلام، إلا أن انتقادات واسعة صدرت عن العديد من الجهات التي رأت أن تصريحات ترامب تمثل تدخلا غير مقبول في مستقبل غزة. وتفتح الباب أمام مزيد من الاضطرابات في المنطقة.
وفي ظل هذه التطورات، يبدو أن المقترح الأمريكي سيلقي بظلاله على أي محادثات مستقبلية حول وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل.حيث تتزايد المخاوف من أن يؤدي هذا الطرح إلى تعميق الأزمة بدلا من حلها. وسط مطالبات دولية بضرورة احترام حقوق الفلسطينيين وإيجاد حل عادل قائم على قرارات الشرعية الدولية.