محمود عباس يهاجم “حماس”: “سلموا الرهائن وأنهوا الذرائع”

في خطاب استثنائي أثار جدلًا واسعًا، وجّه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس انتقادات لاذعة وغير مسبوقة لحركة “حماس”، خلال افتتاح جلسة المجلس المركزي الفلسطيني التي انعقدت يوم الأربعاء في مدينة رام الله. جاء حديث عباس في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث حمّل الحركة مسؤولية منح الاحتلال ذرائع لمواصلة هجماته الوحشية، في مقدمتها استمرار احتجاز الأسرى الإسرائيليين.
عباس، الذي بدا متأثرًا بسير الأحداث وتداعيات الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم يتوان عن استخدام لغة غاضبة، واصفًا “حماس” بألفاظ نابية حين تحدث عن رفضها تسليم الرهينة الأمريكي عيدان ألكسندر المحتجز في غزة، قائلاً: “يا أبناء الكلب سلموا من عندكم وانتهوا من هذا الأمر”. هذه العبارة أثارت ردود فعل مستنكرة داخل الأوساط الفلسطينية، لا سيما من قبل حركة “حماس” التي وصفت التصريحات بأنها “إهانة لشريحة واسعة من أبناء الشعب الفلسطيني”.
وفي معرض كلمته التي استمرت قرابة الساعة، عرض عباس حجم الكارثة التي لحقت بالفلسطينيين منذ اندلاع الحرب، مشيرًا إلى استشهاد أو إصابة أكثر من 200 ألف فلسطيني، بينهم 2165 عائلة “أبيدت بالكامل من السجل المدني”، واصفًا ما يجري بـ”نكبة جديدة تهدد الوجود الفلسطيني”.
ولم تخلُ كلمته من انتقاد حاد لسياسات “حماس”، حيث اعتبر أن ما وصفه بـ”نكبة الانقلاب” عام 2007، حين سيطرت الحركة على قطاع غزة، كان بداية مسار انقسامي دموي، أدى إلى تدمير الوحدة الوطنية، وتسبب بعواقب وخيمة ما زالت تؤثر حتى اليوم.
كما حمّل عباس الولايات المتحدة وإسرائيل مسؤولية الترويج لما وصفه بـ”مشروع التهجير القسري أو الطوعي”، معتبرا أن أي تهجير للفلسطينيين من قطاع غزة سيكون بمثابة “نكبة رابعة”، تضاف إلى نكبات 1948، و1967، و2007. وأكد رفضه القاطع لمغادرة الفلسطينيين لغزة، مشددًا على أن “أهالي غزة باقون ويرفضون هجرة أبنائهم عن الوطن”.
أما في الضفة الغربية، فقد تحدث الرئيس الفلسطيني عن تصاعد العدوان الإسرائيلي المنظم، مشيرًا إلى استشهاد نحو ألف فلسطيني منذ أكتوبر، واستمرار عمليات التدمير التي تستهدف المدن والمخيمات، إلى جانب ما وصفه بـ”إرهاب المستوطنين المنظم” الذي يندرج ضمن مخطط لتصفية القضية الفلسطينية، أسوة بما يجري في غزة.
من جهة أخرى، انتقدت حركة حماس، تصريح الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي دعا فيه الحركة إلى إنهاء سيطرتها على غزة وتسليم السلاح للسلطة الفلسطينية.
وقال القيادي في الحركة باسم نعيم إن “عباس يصر بشكل متكرر ومشبوه على تحميل شعبنا مسؤولية جرائم الاحتلال وعدوانه المستمر”.