تقارير و تحقيقات
أبرزها “الإسكندرية”.. 4 مدن رئيسية مهددة بالغرق في مصر بسبب التغيرات المناخية
أسماء صبحي
تعتبر أزمة التغيرات المناخية من أبرز الأزمات التي تواجه العالم الآن، ولا يزال الوضع يزداد سوءً بعد أن ارتفعت درجات الحرارة وسجلت أرقامًا قياسية وغير مسبوقة في مناطق مختلفة من العالم.
وأصبح العالم بين عشية وضحاها يواجه العديد من الكوارث والأزمات، وحال استمرارها أكثر من ذلك ستؤدي إلى هلاك الملايين من البشر، بل قد يصل الأمر إلى فناء الكوكب بمن عليه من بشر وحجر.
وألقت التغيرت المناخية بظلالها على كوكب الأرص، وأصبحت البشرية على موعد يوميًا مع حرائق تلتهم آلاف الهكتارات من الأراضي وفيضانات مدمرة تأخذ في وجهها الأخضر واليابس، وتزيل الحجر قبل البشر.
وأصبح هناك رعب يسيطر على شعوب العالم أجمع من تفاقم أزمة التغيرات المناخية، وخاصةً بعد أن نشرت لجنة المناخ بالأمم المتحدة تقريراً تقول فيه إن “غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي مرتفعة بما يكفي لضمان اضطراب المناخ لـ عشرات إن لم يكن لمئات السنين”.
وفي ظل هذه التطورات، يتساءل فيه كثير من المصريين عن تأثير التغيرات المناخية المتوقعة على مصر، في ظل مخاوف من غرق أجزاء من الدلتا، وتهديد التنوع البيولوجي في مصر والعالم؟.
غرق الدلتا
وفي البداية، أكد الدكتور أحمد عبد العال، رئيس هيئة الأرصاد الجوية السابق، أن جميع دول العالم تحاول حاليًا الحفاظ على عدم ارتفاع درجة حرارة الأرض أكثر من درجة ونصف، قائلًا: “حال حدوث هذه الزيادة سوف تسبب الحرارة في ذوبان الجليد في القطب الشمالي، ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحار والمحيطات، وبالتالي سيؤثر على أغلب الدول الساحلية المنخفضة إلى حد ما عن مستوى سطح البحر”.
وأضاف عبد العال، أن مصر بها بعض المناطق المنخفضة سواء في الإسكندرية أو دمياط أو رأس البر وبورسعيد، ومن الممكن أن تتأثر، مضيفًا: “لا يمكن القول بأن هناك غرق محتمل للدلتا بالكامل، خاصة وأنه خلال الـ 100 سنة الماضية ارتفع سطح البحر 12 سنتيمتر، وفي حالة غرق الدلتا بالكامل، لا بد أن يسبقها ارتفاع مستوى سطح البحر ما بين متر ونصف إلى مترين”.
جهود الدولة
وقال عبد العال، إتأثر مصر بالتغير المناخي قد يحدث في حالة عدم تحرك الدولة لمواجهة هذه الأزمة، موضحًا أن الدولة تعم حاليًا على مواجهة الارتفاع في التغير المناخي بقوة، حيث خصصت مؤخرًا مليار و3 من عشرة لمجابهة هذا التزايد، إضافة لجهود هيئة حماية الشواطئ الحثيثة والقوية في هذا المجال.
أعلى درجة حرارة
ولفت عبد العال، إلى تأثر مصر الكبير بالتغير المناخي هذا الصيف، والذي ظهر جليًا بعد أن سجلت القاهرة أعلى ارتفاع في درجات الحرارة منذ 5 سنوات، حيث سجلت درجة الحرارة في القاهرة 42 درجة مئوية، متابعًا: “في السنوات السابقة كانت أعلى درجة حرارة في الصيف لا تزيد عن 38 درجة مئوية”.
استراتيجية دولية
وفيما يتعلق بالاستراتيجية الدولية للتعامل مع أزمة المناخ، أكد عبد العال، أمن لجنة التغيرات المناخية التي عقدت في باريس عام 2015، وحضرها الرئيس عبد الفتاح السيسي ممثلًا عن مصر وأفريقيا، تعتبر من أكثر المؤتمرات نجاحًا لمشاركة جميع دول العالم.
واستطرد: “تم خلالها اتخاذ عدة قرارات قوية وهامة لمواجهة التغير المناخي، أبرزها؛ العمل على عدم ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض عن درجة ونصف، وتخصيص أكثر من 125 مليار دولار للدول الفقيرة والدول الأكثر فقرا لمواجهة هذا التغير، إلا أنه مع الوقت بدأت بعض الدول في الانسحاب من الاتفاق في مقدمتها الولايات المتحدة”.
واختتم حديثه قائلًا: “يجب تطبيق ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر باريس للمناخ، لتجنب مخاطر التغير المناخي التي سوف تؤثر على العالم أجمع حتى الدول الكبرى منه، ولنا في فيضانات الصين العبرة”.