أخبارتقارير و تحقيقات

منصة “سماوي”.. نموذج مبتكر يعيد تشكيل صناعة النشر في العالم العربي

 

في ظل التحولات الرقمية الكبرى التي يشهدها العالم، تسعى مجموعة “أيقونات السعودية” إلى إحداث نقلة نوعية في صناعة النشر والإبداع الفني، من خلال منصاتها الرائدة التي تشمل  “سماوي” . ويؤكد خالد بامحمد، الرئيس التنفيذي للمجموعة، أن “سماوي” ليست مجرد مشروع عادي، بل منظومة متكاملة تعيد تعريف مشهد النشر العربي بما يتماشى مع تحديات العصر الرقمي، ويعزز وصول المحتوى العربي إلى الأسواق العالمية بأحدث الوسائل التقنية.

رحلة التحول من “مكتبة اطبع” إلى “سماوي”

انطلقت “سماوي” في عام 2022 تحت اسم “مكتبة اطبع”، كمنصة متخصصة في طباعة الكتب عند الطلب، قبل أن تتخذ خطوة جريئة نحو التوسع والتحول إلى نموذج أكثر شمولية في يونيو 2024. هذا التطور لم يكن مجرد تغيير في الاسم . بل امتداد لرؤية استراتيجية تهدف إلى تمكين الناشرين والمؤلفين العرب من الاستفادة من الحلول الرقمية المبتكرة. منذ انطلاقتها، دعمت “سماوي” أكثر من 250 دار نشر و18 ألف مؤلف من 39 دولة. وساهمت في توفير أكثر من 65 ألف كتاب في 28 دولة و265 مدينة، ما يجعلها واحدة من أبرز المبادرات في قطاع النشر الرقمي.

يؤكد بامحمد أن “سماوي” ليست فقط منصة للطباعة، بل نقطة تحول في صناعة النشر، حيث تتيح للناشرين والمؤلفين الوصول إلى الأسواق العالمية بكفاءة، مع تقليل المخاطر المالية التي كانت تحد من انتشار الكتب العربية. من خلال نموذجها المبتكر، توفر المنصة حلولا متكاملة تعزز من فرص الإبداع، وتفتح آفاقا جديدة أمام صناعة النشر العربي، التي تشهد اليوم تحولات غير مسبوقة بفعل التقنيات الرقمية.

تكامل الحلول لمستقبل النشر العربي

ما يميز “سماوي” هو تقديمها لمنظومة متكاملة تغطي جميع مراحل صناعة النشر، بدءا من الطباعة الرقمية عند الطلب. ووصولًا إلى الرقمنة وإنتاج الكتب الإلكترونية والصوتية، مما يتيح للمؤلفين والناشرين خيارات واسعة تلبي احتياجات القرّاء في العصر الحديث. وتستعد المنصة لإطلاق خدمات جديدة تشمل مرحلة ما قبل النشر، من خلال توفير خدمات التدقيق اللغوي، التصميم الداخلي، والطباعة بكميات كبيرة باستخدام نظام الأوفست. ما يسهم في تعزيز جودة الإنتاج والنشر بكفاءة أكبر.

يتحدث بامحمد عن هذه الخطوة قائلا: “نحن في أيقونات نؤمن أن كل قارئ عربي يستحق الوصول إلى المعرفة بسهولة ويسر، ولذلك نعمل على جعل جميع الكتب متاحة في كل وقت وبجميع الصيغ، سواء كانت مطبوعة، إلكترونية أو صوتية، حتى يكون المحتوى العربي في متناول الجميع عبر الوسائل التي تناسبهم”.

“وجود”.. تمكين الفن العربي عالميا

إلى جانب دعمها لصناعة النشر، تسهم مجموعة “أيقونات” في تطوير قطاع الفنون عبر منصة “وجود”، التي تقدم نموذجا مبتكرا يجمع بين الفنون المطبوعة، الرقمية، والأعمال الأصلية. ويشير بامحمد إلى أن “وجود” ليست مجرد منصة لعرض وبيع الأعمال الفنية. بل فضاء إبداعي يتيح للفنانين العرب التعبير عن مواهبهم، وتعزيز تواصلهم مع المقتنين ومحبي الفنون في مختلف أنحاء العالم.

يرى بامحمد أن هذه الخطوة تأتي في إطار رؤية أوسع لدعم الاقتصاد الإبداعي في المنطقة، بما ينسجم مع رؤية المملكة 2030 التي تضع التحول الرقمي والاقتصاد المعرفي في صدارة أولوياتها. ويضيف: “الفن العربي يمتلك إرثا غنيا يستحق الانتشار عالميا.  و’وجود’ تمثل بوابة حقيقية للفنانين العرب لعرض إبداعاتهم على نطاق أوسع، والاستفادة من الفرص الاقتصادية التي يتيحها العالم الرقمي”.

رؤية شاملة للمستقبل.. نشر وإبداع بلا حدود

مع استمرار مجموعة “أيقونات” في تطوير حلولها التقنية، يتجلى التزامها بتحقيق تحول جوهري في صناعة النشر والفنون العربية. يؤكد بامحمد أن المجموعة لا تركز فقط على تقديم خدمات. بل تسعى إلى بناء منظومة مستدامة تدعم الناشرين، المؤلفين، والفنانين العرب، وتمكنهم من الوصول إلى جمهور أوسع بطرق أكثر ابتكارا.

يختتم بامحمد حديثه قائلا: “نحن في أيقونات نؤمن أن الوقت قد حان ليأخذ الفن والكتاب العربي مكانتهما التي يستحقانها على الساحة العالمية، من خلال حلول تقنية متطورة تواكب التحولات الرقمية الكبرى، وتفتح آفاقا جديدة للإبداع والانتشار العالمي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى