أخبارشئون عالمية

غزة في عيون ترامب وكوشنر.. عقارات مربحة أم ساحة استيطان؟

 

وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، كشف تحليل لصحيفة “الجارديان” عن توجه جديد للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، يعزز دعم حركة الاستيطان الإسرائيلية عبر مقترح مثير للجدل. يهدف إلى فرض السيطرة على قطاع غزة وتطويره وفق رؤية استثمارية. ويرى محللون أن هذه الخطة قد تمهد لتغيير ديمغرافي جذري في القطاع.  ما يرقى إلى التطهير العرقي لسكانه البالغ عددهم نحو مليوني نسمة.

حركة الاستيطان الإسرائيلي

يسلط التحليل  الضوء على العلاقة الوثيقة بين حركة الاستيطان الإسرائيلي ونهج ترامب. إذ استخدمت إسرائيل، على مدى عقود، سياسة البناء في الأراضي الفلسطينية كوسيلة لفرض الأمر الواقع وتهجير السكان الأصليين. وأوضح التقرير أن هذه الاستراتيجية حظيت بدعم واسع داخل إدارة ترامب الأولى. لا سيما من شخصيات بارزة في عالم العقارات، مثل صهره ومستشاره جاريد كوشنر، الذي لعب دورا محوريا في رسم السياسات الأميركية بالمنطقة.

في سياق متصل، أوردت “الجارديان” تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أكد مؤخرا أن الولايات المتحدة ستتولى مسؤولية قطاع غزة. بينما ستواصل إسرائيل عملياتها العسكرية هناك. وأشارت الصحيفة إلى تصريحات سابقة لنتنياهو. قال فيها إن غزة “سيتم تطهيرها بالكامل”.  ما يعكس رؤية إسرائيلية لإعادة تشكيل القطاع سياسيا وديمغرافيا بعد الحرب.

كما أشار التحليل إلى أن إسرائيل استغلت الاحتلال لتعزيز اقتصادها عبر العمالة الفلسطينية الرخيصة. إلى جانب الاستفادة من السيطرة على القدس والمناطق السياحية. فيما لعبت المستوطنات دورا أساسيا في فرض الوجود الإسرائيلي بالأراضي المحتلة.

الدعم الأميركي للاستيطان الإسرائيلي لم يكن حكرا على ترامب وحده، إذ أشار التقرير إلى زيارة وزير الخارجية الأميركي السابق، مايك بومبيو، لإحدى المستوطنات في الضفة الغربية. حيث أطلق اسمه على نوع من النبيذ تكريمًا له. هذه الزيارة، بحسب الصحيفة. تعكس مدى تغلغل الفكر الاستيطاني في أوساط المسؤولين الأميركيين المقربين من ترامب.

وتوقع التحليل أن تكون ولاية ترامب الثانية، في حال فوزه. أكثر تركيزا على الجوانب العقارية في الشرق الأوسط، مشيرا إلى إمكانية تعيين المستثمر ستيفن ويتكوف مبعوثًا للمنطقة. بينما يتوقع أن يشغل مايك هاكابي منصب سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل.

التقرير لم يغفل تصريحات كوشنر، الذي وصف غزة بأنها “عقارات قيمة للغاية”. في إشارة إلى الاهتمام المتزايد بفرص الاستثمار في القطاع. كما كشف أن شركته تحصل على تمويل من دول الخليج. بما في ذلك السعودية، التي تعد لاعبا محتملاً في إعادة إعمار غزة وفق الرؤية الأميركية – الإسرائيلية.

في ختام التحليل، لفتت “الجارديان” إلى أن إسرائيل، رغم ترويجها لخطط اقتصادية لغزة، مثل مشروع الجزيرة الاصطناعية، فرضت حصارا خانقا على القطاع لسنوات طويلة. وأشار التقرير إلى أن خطة ترامب قد تشكل نقطة تحول خطيرة في التعاطي مع غزة، وسط دعم إسرائيلي متزايد لمشاريع الاستيطان. في وقت تواجه فيه تل أبيب اتهامات دولية متصاعدة بارتكاب جرائم فصل عنصري وإبادة جماعية في القطاع.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى