ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أنه رغم إقرار الولايات المتحدة بانتهاء أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، إلا أن الفيروس عاد للانتشار مرة أخرى بعد ظهور أحدث سلالة من متحور “أوميكرون”.
وأوضحت الصحيفة في تقرير على موقعها الإلكتروني، أن سلالة “بي إيه 5” من متحور أوميكرون فرضت هيمنتها سريعا في الولايات المتحدة مع تفشيها السريع والخفي، لافتة إلى أن السلالة لديها القدرة على مراوغة نظام المناعة البشري، ولذلك أدت إلى موجة جديدة من الإصابات في مختلف أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى أن حجم موجة الإصابات الجديدة غير واضح لأن أغلب السكان الآن يُجرون الاختبارات المنزلية أو لا يخضعون لاختبار كورونا من الأساس.
ورغم إبلاغ هيئة المراكز الأمريكية للحد من الأمراض والسيطرة عليها عن أكثر من 100 ألف إصابة يومية خلال الأسبوع الماضي، فإن خبراء الأمراض المعدية يؤكدون أن هذه الإحصائيات أقل من المعدلات الواقعية، والتي قد تصل إلى مليون إصابة يومية، حسب ما قاله إريك توبول، الأستاذ الجامعي في مركز أبحاث “سكريبس” الذي يرصد الجائحة بشكل مكثف.
ونقلت الصحيفة عن توبول قوله إن “الأجسام المضادة التي تولدها لقاحات كورونا وأيضا العدوى المُسبقة بالفيروس لا تقدم حماية كاملة ضد سلالة بي إيه 5″، وهو ما يدفع علماء الأمراض المعدية إلى وصف السلالة بأنها “أسوأ نسخة من الفيروس وردت علينا حتى الآن”.
وفي المقابل، أشار بعض الخبراء إلى أنه رغم ظهور عدة موجات متتالية من سلالات متحور أوميكرون في الولايات المتحدة، إلا أن أعداد المُصابين الذين يحتاجون للرعاية الصحية في المستشفيات لم ترتفع ، كما أن متوسط عدد الوفيات اليومية جراء العدوى بفيروس كورونا لم يرتفع بشكل كبير خلال الشهرين الماضيين.
ونوهت الصحيفة بأن كلا الجانبين من خبراء الأمراض المعدية اتفقوا في النهاية على أن تلك السلالة تظل فيروسا خطيرا يتسبب في عدوى كورونا للعديد من الأشخاص لكن بحدة مختلفة ولا يمكن توقعها، مؤكدين أن الحكومة الأمريكية لا تبذل الجهد الكافي للحد من تفشيها وانتشارها.
وأوضحت الصحيفة أن القيود الاجتماعية والمحظورات تم إلغاؤها منذ مدة طويلة، كما عاد الطيران والسفر تقريبا إلى مستويات ما قبل كورونا، بالإضافة إلى صناع القرار لا يتحدثون عن فيروس كورونا على الإطلاق بل واختفت القضية تماما من حملات انتخابات التجديد النصفي بالكونجرس، وعلى الجانب الآخر اكتفى الناس من ارتداء القناعات الطبية والتباعد الاجتماعي والفيروس بشكل عام.