القائد خليل بو جار الله الدرسي.. قناص القبائل الذي لا تخطأ رصاصته

كتب – عمر محمد
يعد القائد خليل بو جار الله الدرسي بيت شعيب (قنفود) كما سماه قرسيانى فى كتابه برقه المهدأة وليس الهاديه، حسب جمال الدرسي، لان برقه لم تكن هادئه ولكنها هدئت بقوة السلاح.
_القناص الذي لا تخطأ رصاصته_
” بو جار اللــه ” .. مجاهد فـذ من قبيلة ” الدرسة “.له بصماته في كل ميادين الجهاد .. خاض العديد من المعارك وضرب أروع الأمثلة في البطولة والشجاعة والإقــدام .. وترقى – عن جدارة – في سلم الجهـاد وفي معيـة المختار إلى رتبــة ” كومندار” .
من مواقفه انه وقف”بكل شجاعة رافضا الفتوى التي أصدرها فقيه الدور : محفوظ الورفلي ” الذي تساهل في فتواه
مع عملاء إيطاليا .. وأفتي بجواز مسح رأس العميل بالسيف بدلا من قطعه .فأصر ” بو جار الله ” على تنفيذ حكم الله فيهم كي يكون القصاص بالقتل رادعا لضعفاء النفوس .. فلا يفكرون بعده في خيانة الوطن .ولم يكتفى ” بو جار الله ” بحكم القصاص بالقتل وحسب .. بل إنه أصر – تماما كما أصر عمر بن الخطاب من قبل – على أن يقتل كل
مجاهد قريبه درءً للفتن وسدا للذرائع التي قد تدخل المجاهدين في دوامة الثارات القبيلة .. روي عنه أنه قال : ( لن أسمح أبدا
أن يقتل أحد قريبا لي وإذا ثبت أن أحد أبناء عمومتي تعاون مع الطليان فسأتولاه بنفسي ) .. ولم يكن تصريحه هذا .. مجرد رأي
يتنصل منه متى أراد أو قول عابر لا يصدقه العمل ولا يثبت عند التطبيق .. بل إنه ــ كما أكد أحد الباحثين ــ قد قرن القول بالفعــل :
( ونفذ بنفسه حكم الإعدام في أحد أقاربه ممن ثبتت علي تهمة التعاون مع الطليان ) .
قبيل سفر العديد من المجندين الأحباش إلى بلادهم .. وبعدما استلموا رواتبهم .. وردت إلى السلطات الإيطالية أنباء عن تواجد
مجموعة من المجاهدين بالقرب من منطقة مرواة .. فجردوا لهم حملة وأمروا الأحباش أن يشاركوا فيها على أن يباشروا أجازاتهم
ويرتحلون إلى بلادهم بعد هذه الحملة مباشرة .. وامتثل الأحباش أوامر أسيادهم وشاركوا في تلك الحملة التي عرفت فيما بعد
بمعركة : ” الحبش الخواجه ” .. فقتل معظمهم وغنم المجاهدون مستحقاتهم العسكرية .
ومن طرائف ما حدث في تلك المواجهة
( قتل ” بو جار الله ” حبشيا .. كان يحتفظ بمرتباته من الأوراق النقدية في أحد جيوبه الذي اخترقته إحدى الرصاصات .. فأحدثت
في أوراقه النقدية ثقبا .. صار فيما بعد علامة مميزة حتى أن المجاهدين الذين تداولوا تلك العملة فيما بعد .. أسموها ” عملة بو
جارالله ” .. أعترافا بختم رصاصته الذي لا تخطئه العين ) .الله يرحمه