رؤية تحليلية للراوى السيناوى حاتم عبدالهادي السيد لكتاب” سَيْنَاء .. حصونها وقلاعها ” .
لكتاب" سَيْنَاء .. حصونها وقلاعها "الفراغ الإستراتيجي في عصر صلاح الدين الأيوب
رؤية تحليلية للراوى السيناوى حاتم عبدالهادي السيد
لكتاب” سَيْنَاء .. حصونها وقلاعها “الفراغ الإستراتيجي في عصر صلاح الدين الأيوب
.
صدر كتاب “سَيْنَاء .. حصونها وقلاعهاعن الهيئة العامة للكتاب بالقاهرة 2019؛ متضمنًا عنوانًا فرعيًا
عن : الفراغ الإستراتيجي في عصر صلاح الدين الأيوبي..للمؤلف الباحث السيناوي أ.د . سامي صالح عبدالمالك البياضي ؛ وهو أحد أكبر وأهم الباحثين المتخصصين في تاريخ سيناء وآثارها.
والكتاب يكشف عن حقبة في التاريخ المصري بصفة عامة؛ وتاريخ سيناء بصفة خاصة؛ ويعرض للقلاع والحصون في شبه جزيرة سيناء والتي كانت تمثل خط دفاع أول للذود عن مصر؛ باعتبار سيناء بوابة مصر الشرقية التي لها أهميتها الجيو- سياسية لمصر آنذاك؛ وفي كل العصور حتى العصر الحديث .
ولقد ارتبطت الحصون والقلاع في سَيْنَاء بالصحراء كبيئة جغرافية لها – كما يذكر ذلك د. سامي صالح عبدالمالك البياضي في هذا الكتاب؛ يقول :
سَيْنَاء هي تلك الصحراء التي لم تشهد صحاري العالم عامةً أو صحاري مِصْر خاصةً تلك الحركة والكثافة للجيوش المحتلة والغازية والفاتحة منذ عصور ما قبل التاريخ حتى العصر الحديث، وذلك بفضل موقعها الحاكم ” الإستراتيجي “ البوابي فهي بوابة مِصْر الشرقية، وأخطر مدخل لمِصْر على الإطلاق، وبلا منازع، وعلى الرغم من أنها جغرافيًا صحراء قفر إلا أنها تتمتع بفراغ إستراتيجي، فمن لم يضع يده عليها، لا يُمكن أن يضمن البقاء في مِصْر مهما أُوتى من قوة، لأنها أقل صحاري مِصْر عُزلةٌ، فانعكس كل ذلك على وجوب تحصينها بالعديد من الحصون والقلاع التي ترجع لعصور تاريخية مُتعاقبة منذ عصور ما قبل التاريخ حتى العصر الحديث، حتى أن مُدنها التي نشأت فيها كانت بمثابة حصون مسورة، لعل أهمها حصون مدينة العَرِيْش ومدينة الفَرَمَا ودير الوادي وراية وأَيْلَة ..، ونظراً لتمتع سَيْنَاء بهذا الموقع الفريد الحاكم فكان من الواجب على حكام مِصْر الاهتمام بتشييد عمائر دفاعية سواء كانت مُدن مسورة ذات بوابات وأسوار حصينة، أو حصون وقلاع وأبراج مراقبة مُفردة، أُنيط بها كلها مهمة حفظ تلك البقعة العزيزة، وتأمينها باعتبارها مدخل وبوابة مِصْر من هذه الناحية، ويهمنا هنا في هذا الكتاب من كل هذه الحصون والقلاع تلك التي شُيدت منذ الفتح الإسلامي حتى نهاية العصر الأيوبي خاصةً تلك التي شُيدت في العصرين العباسي والفاطمي وفي عصر السلطان صلاح الدين الأيوبي حيث كانت سَيْنَاء في عصره أرض حرب لا طريق حرب كمان كان في السابق، مما تطلب تغيير الخطط الإستراتيجية الدفاعية عنها، وهو ما سيحاول هذا السفر استجلائه، وأبراز إستراتيجية صحراء شبه جزيرة سَيْنَاء في الدفاع عن مِصْر وقت الدفاع، والمساهمة في الهجوم والتحرير وقت التحرير والانتصار، فكانت من آثار هذا الفكر الحربي للدفاع عن هذا الفراغ الإستراتيجي لصحراء سَيْنَاء تشييد قلعتين على طريق صلاح الدين الأيوبي الحربي المار بوسط سَيْنَاء والمعروف في المصادر التاريخية باسم طريق صَدْر وأَيْلَة، هما: قَلْعَة صَدْر ” الجندي “، وقَلْعَة جزيرة أَيْلَة ” صلاح الدين بجزيرة فرعون. “
فهذا الكتاب يعرض لأسوار؛ ويكشف لأسرار حصون وقلاع سَيْنَاء لأول مرة في تاريخها الحافل الممتد منذ عصور ما قبل التاريخ حتى العصر الحديث؛ وحرب أكتوبر المجيدة عام 1973م.
إن سيناء غنية بتراثها وعمقها الإستراتيجي والثقافي والسياسي، وهي بمثابة عنق الزجاجة للأمن القومي المصري؛ ولا زلنا كل يوم نكتتشف أسرارها؛ ونحتار في أمرها؛ وكنوزها وجوهرها الأسنى المكنون؛ فهي حاضنة للتاريخ والحضارة؛ وزادٌ وافرٌ للباحثين للوصول إلى أسرار الماضي وعمق الحاضر؛ وهل أصل الأبجدية الأولى ” أبجدية سيناء ” – أقدم أبجدية على وجه الأرض – إذ سيناء كنز الله المخبوء لا تتكشف أسراره إلا لمن أحبها؛ وأغرم بها فعند ذاك تهبه أسرارها وخبيئاتها؛ كما أعطتها للباحث الجاد عاشق سيناء د. . سامي صالح عبدالمالك البياضي الباحث القدير والأستاذ المتخصص؛ وابن سيناء الموقع والتاريخ والحياة .
.