أسرار في حياة سيد كشري في ذكرى ميلاده
تلعب الصدفة دورا مهما في حياة كل انسان، إلا أن الحظ والصدقة اجتمعا معا في حكاية الفنان “مخلص البحيري” الشهير بسيد كشري، حينما عشق التمثيل وقرر أن يخوض غماره.
ولد الفنان مخلص البحيرى الذي تمر اليوم ذكرى ميلاده ال78 في مثل هذا اليوم عام 1943 في البدرشين في الجيزة، وتخرج في كلية الطب البيطرى بجامعة القاهرة، وعمل لسنوات طبيبًا بيطريًا فى وزارة الزراعة.
رغم عشقه للتمثيل إلا أن والده رفض تمامًا الفكرة ونهاه عنها، وفرض عليه دخول كلية الطب البيطري، وكان مسؤولا عن مجزر البدرشين،.
وفي بدايات عمله داخل مجزر البدرشين، قام بحرق «جاموسة»، باستخدام مادة كيميائية، حيث أحضر له أحد الأشخاص جاموسة في المجزر، وكانت مصابة بالسل فقام بحرقها، حتي يصرف نظر والده عن مهنة الطب وكان له ما أراد.
شعر والده بضيق وانزعاج شديد، عقب تلك الواقعة، إذ طالبه بأن يتقدم بطلب نقل من مجزر البدرشين، حتى لا يثير غضب الأهالي هناك والتي قد يعتبرها «فضيحة»، وبالفعل قدم مخلص على طلب نقله وعمل هناك في إدارة الطب البيطري بالجيزة.
في القاهرة التحق بمعهد الفنون المسرحية وتخرج فيه عام 1973، واتجه إلى العمل بالمسرح والتليفزيون وعمل فى البيت الفنى للمسرح.
قدم عددا من الأعمال بين السينما والتلفزيون والمسرح، ومن أبرز أفلامه ” ناصر 56، وأيام السادات، أرض الخوف، وحكايات الغريب، والساحر، وشارك فى العديد من المسلسلات منها رد قلبي، والفجالة، ويا رجال العالم اتحدوا”، كما قدم للتلفزيون ” لن أعيش في جلباب أبي، ومازال النيل يجري، أوبرا عايدة”، أما علي خشبة المسرح قدم “أهلا يا بكوات، الساحرة، غراميات عطوة أبو مطوة”.
ورغم تجسيد “البحيرى” لعدد من الشخصيات خلال مشواره، إلا أن منها شخصيات معينة تركت بصمة خاصة في قلوب الجمهور، منها شخصية “سيدي كشري”، التي جسدها خلال أحداث مسلسل “لن أعيش في جلباب أبي”، حيث جسد مخلص شخصية ابن البلد الذى رغم فقره يمتلك عزة نفس وكرامة.
كما أبدع في تقديم شخصية الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل وذلك خلال فيلم “أيام السادات” للمخرج محمد خان والفنان الراحل أحمد زكى، وميرفت أمين ومنى زكى، واستطاع أن يؤدى الدور، رغم أن مساحة الدور لم تكن كبيرة، فظهر فى أحد المشاهد حيث كان السادات يبلغه باتخاذه قرار الحرب، وهو يمسك بـ”السيجار” الكوبى الذى اشتهر به.
في 29 أغسطس عام 2001 كانت نهايته مآساوية ففي ذلك التوقيت كان له موعد مع القدر بعدما استقل سيارته، متجها لقضاء عطلته الصيفية بالساحل الشمالي، برفقة زوجته كريمة لبيب، وابنته مي، وابنه الأصغر مروان، وشقيقة زوجته، وفي طريقهم اعترضت طريقه سيارة أخرى، وانقلبت سيارته عدة مرات، على طريق الصحراوي بين الإسكندرية والقاهرة، ليرحل عن عالمنا عن عمر يناهز 58 عاما، هو وزوجته ونجله، بعد نقلهم لمستشفى الإسكندرية الجامعي، بينما نجت ابنته وشقيقة زوجته.