هل تصل ثواب الصدقة الجارية للمتوفى؟..دار الإفتاء توضح

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الميت ينتفع بالصدقة التي تُقدَّم عنه، ويصله ثوابها سواء كانت صدقة جارية، مثل بناء المساجد أو المستشفيات أو المدارس، أو صدقة غير جارية، كإعطاء المال للفقراء بنية حصول الثواب للميت. لكن، من المهم أن تكون هذه الصدقة من مال المتبرع الشخصي أو من حصته في التركة. أما في حال وجود قاصر بين الورثة، فلا يجوز التصرف في نصيبه إلا إذا كان ذلك لمصلحته وبإذن من المحكمة .
كما أكدت دار الإفتاء أن الصدقة عن الميت جائزة شرعًا، ويصل ثوابها للميت؛ وهو أمرٌ أجمع عليه الفقهاء دون خلاف. وقد استشهدت الدار بعدة أحاديث نبوية شريفة تؤكد جواز ذلك، منها ما ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، عندما سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا وَأُرَاهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، أَفَأَتَصَدَّقُ عَنْهَا؟” فأجابه النبي بقوله: “نَعَمْ تَصَدَّقْ عَنْهَا” (متفق عليه).
الإمام النووي، في شرح صحيح مسلم، أكد جواز الصدقة عن الميت، مشيرًا إلى أن ثوابها يصل إليه وينفعه، وينفع المتصدق كذلك، وهو ما أجمعت عليه الأمة. أما الإمام الزيلعي فقد أوضح في “تبيين الحقائق” أن للإنسان أن يُهدي ثواب أي عمل صالح يقوم به لغيره، سواء كان صلاة، صيامًا، حجًا، صدقة، قراءة قرآن، أو أذكار، مؤكدًا أن هذا الثواب يصل إلى الميت وينفعه.