أخبار

أفضل وقت لصلاة العشاء.. الفقهاء يحددون

اختلف العلماء في تحديد موعد انتهاء وقت صلاة العشاء، واختلفت أقوالهم حول ذلك، وأقوى الآراء في هذا الشأن قولان:

الأول: أن وقت صلاة العشاء يمتد اختياريًا إلى منتصف الليل، ويستمر اضطراريًا إلى طلوع الفجر. وهذا القول يرويه الإمام أحمد، وكان عليه الشافعي في روايته القديمة، كما اختاره ابن قدامة والشوكاني.

وقد استند هذا الرأي إلى أدلة من السنة النبوية، منها ما رواه أبو قتادة رضي الله عنه، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنكم تسيرون عشيتكم وليلتم…”، وفي الحديث ذكر: “إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يأتي وقت الصلاة الأخرى”، وهو دليل على امتداد وقت كل صلاة حتى دخول وقت الصلاة التالية، إلا في الفجر التي تخصها أحكام خاصة بالإجماع.

كذلك ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “وقت العشاء إلى نصف الليل الأوسط”، وأيضًا ما روي عن أنس رضي الله عنه، حيث أخّر النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء إلى نصف الليل ثم قال: “قد صلى الناس وناموا، أما إنكم في صلاة ما انتظرتموها”.

أما القول الثاني: فيقول أن وقت العشاء يمتد إلى نصف الليل فقط ولا يوجد وقت اختياري أو ضروري، وهذا هو اختيار ابن حزم الظاهري، وهو محتمل عند الشافعية، وأيده أبو سعيد الإصطخري من الشافعية.

وقد استند أصحاب هذا الرأي إلى الآية الكريمة: “أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ”، حيث يشير غسق الليل إلى نصفه، وبذلك يحدد وقت العشاء بنصف الليل.

كما ورد في الحديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: “وقت العشاء إلى نصف الليل الأوسط”، وهو ما يوافقه حديث أنس رضي الله عنه الذي يشير إلى تأخير الصلاة حتى نصف الليل.

**أفضل وقت لصلاة العشاء**
الفقهاء قسموا وقت صلاة العشاء إلى خمسة أوقات: الأول يبدأ من غروب الشفق الأحمر، والثاني هو وقت الجواز الذي يبدأ من الأذان، والثالث هو وقت الوجوب عند منتصف الليل، حيث يجب على الشخص الصلاة في هذا الوقت ما لم يكن لديه عذر، والرابع هو استمرار وقت العشاء إلى قبل الفجر.

ويشير الفقهاء إلى أن تأخير الصلاة بعد منتصف الليل من دون عذر يعد مخالفًا للأولى، وقد تعرض صاحبه للوم شرعي. وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يفضل تأخير صلاة العشاء إلى وقت متأخر من الليل، ما لم يشق ذلك على الناس.

**حكم تأخير صلاة العشاء بعد منتصف الليل**
ينبغي على المسلم عدم تأخير صلاة العشاء إلى ما بعد منتصف الليل دون عذر، فإن فعل ذلك تعرض للوم شرعي. كما أنه من الأفضل أداء الصلاة في وقتها المحدد، وقد ذكر الفقهاء أن من يؤخر الصلاة بعد منتصف الليل من دون سبب يكون في ذلك مخالفة لروح السنة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى