مونيكا رامي: “مقاتلة السرطان” تلتقي قداسة البابا في حوار إنساني ملهم
كتبت علياء الهواري
في لحظة عميقة من المشاعر الإنسانية، التقت الإعلامية الشابة مونيكا رامي، التي نالت لقب “مقاتلة السرطان” بسبب قوتها وإصرارها، بقداسة البابا في لقاء تاريخي جمع بين الشباب والطموح من جهة، ورؤية الأبوة والرعاية الروحية من جهة أخرى. لم يكن هذا اللقاء مجرد حوار إعلامي، بل كان تجسيدًا للقوة الداخلية والإرادة الصلبة التي تجعل من كل تحدٍ فرصة جديدة للنمو والنجاح.
قداسة البابا استقبل مونيكا بلطف وابتسامة، مما جعل اللقاء ينبض بالإنسانية والود. ورغم صغر سن الإعلامية الشابة، إلا أن قداسة البابا تعامل معها بكل احترام واحترافية، وكأنها إعلامية ذات تاريخ طويل في المجال. هذه الروح الأبوية الطيبة كانت واضحة في كل كلمة، حيث أبدى إعجابه الكبير بذكائها وإرادتها القوية في مواجهة مرضها وتحديات الحياة.
أما مونيكا، فقد أثبتت مجددًا أنها ليست مجرد إعلامية شابة، بل هي نموذج للإصرار والشجاعة. بثقتها العالية، وحضورها القوي، نجحت في إدارة الحوار بكل براعة وذكاء، مما جعلها محط إعجاب الحاضرين. هي اليوم رمز للصمود، حيث استطاعت أن تحول التحديات الصعبة إلى دروس حياتية ملهمة.
الحوار الذي جرى بين مونيكا وقداسة البابا كان مليئًا بالرسائل الإنسانية العميقة. تم التطرق إلى قضايا الحياة المعاصرة، ودور الكنيسة في الحفاظ على الهوية القبطية وسط التغيرات الاجتماعية والثقافية، بالإضافة إلى أهمية التوازن بين الحياة الروحية والعملية. كما تطرقت الأسئلة إلى قضايا الحوار بين الأديان، وتوظيف التراث القبطي الأصيل في مواجهة التحديات الحديثة. وقد طلبت مونيكا من قداسة البابا أيضًا إلقاء الضوء على الفرق بين الدين والتدين في المجتمعات الشرقية والغربية، وتأثير كتاب “بستان الرهبان” في حياة قداسته.
هذا اللقاء ليس مجرد حديث إعلامي، بل هو شهادة حية على أن الإيمان بالإرادة، والدعم الإنساني، قادران على تحويل الأزمات إلى قصص نجاح ملهمة. مونيكا، التي تجسد اليوم نموذجًا فريدًا للأجيال القادمة، تُعد سفيرة للإرادة القوية، موجهة رسالة لأبناء جيلها بأن الحياة مليئة بالفرص رغم الصعوبات.