السيد هاني: العرب قادرون على طرد إسرائيل من الأمم المتحدة إذا تحركوا

أكد السيد هاني، نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، في تصريحات صحفية أن أحداث السابع من أكتوبر 2023 تطرح العديد من التساؤلات التي تحتاج إلى إجابات واضحة وصريحة. وقال:
“إذا كانت إسرائيل قد أعلنت عن تشكيل لجنة تحقيق مستقلة للوقوف على ملابسات هجوم 7 أكتوبر، فلماذا لا تقوم القيادة الفلسطينية، وخاصة حركة حماس، بخطوة مماثلة؟ الخسائر التي لحقت بالفلسطينيين تفوق بكثير ما أصاب إسرائيل، ومع ذلك يبدو أننا لا نتوقف أمام هذه الأرقام الكارثية لنراجع ما حدث أو نتعلم منه”.
بين الأهداف والنتائج
وأضاف: “عندما وقع الهجوم الفلسطيني في 7 أكتوبر، كان الهدف المُعلن هو تحرير حوالي 10 آلاف أسير فلسطيني. لكن النتائج كانت مأساوية: قرابة 200 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح ومفقود تحت الأنقاض، وهو رقم يعادل 20 ضعف عدد الأسرى الذين كان يراد تحريرهم. ألا يستحق ذلك وقفة لمراجعة ما جرى؟”.
قرارات فردية أم جماعية؟
وتساءل السيد هاني: “هل كان قرار الهجوم فرديًا أم أن المكتب السياسي لحركة حماس كان على علم ودراية بتفاصيل العملية؟ هل تم دراسة النتائج المحتملة قبل تنفيذها؟ ومن هو المستفيد الأكبر مما جرى؟ لا شك أن بنيامين نتنياهو استفاد سياسيًا من هذا الهجوم. لأنه أعاد ترتيب أوراقه الداخلية بعد أن كادت قضايا الفساد تطيح به”.
الشعارات والواقع
وانتقد السيد هاني الاستخدام المفرط للشعارات قائلاً: “علينا أن نحترم عقول الناس ونتوقف عن وصف الوضع في غزة بـ’الصمود الأسطوري’. ما يحدث في القطاع هو إبادة جماعية وتشريد جماعي لم يشهد له التاريخ مثيلاً. الحديث عن أن بقاء قادة حماس في الخارج دليل على هزيمة إسرائيل ليس منطقًا مقبولًا. فالمعيار الحقيقي هو ما يعانيه الشعب الفلسطيني من قتل ودمار”.
فرصة تاريخية للتحرك العربي
وأشار السيد هاني إلى أهمية التحرك العربي والإسلامي قائلاً: “ما تشهده غزة من جرائم حرب يجب أن يكون دافعًا لتحرك عربي وإسلامي حقيقي. لماذا لا يسعى العرب والمسلمون لطرد إسرائيل من الأمم المتحدة؟ ولماذا لا يتم عقد قمة عربية إسلامية لمواجهة التهديدات التي أطلقها دونالد ترامب بتحويل المنطقة إلى جحيم؟”.
خيارات القوة مقابل التهديدات
وختم تصريحاته قائلاً: “العالم لا يحترم إلا الأقوياء، ولدينا أوراق ضغط عديدة يمكن استخدامها. هناك أكثر من 60 قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة يمكن تهديدها بالإغلاق، وأكثر من تريليونين دولار مودعة في البنوك الأمريكية يمكن التلويح بسحبها. إذا كان ترامب يهدد، فلماذا لا نرد على التهديد بتهديد؟”.
وأكد في نهاية حديثه: “الأسئلة التي أطرحها ليست للهجوم على أحد، ولكنها محاولة جادة لفهم ما جرى وتحليل المواقف. علينا أن نضع الأمور في نصابها الصحيح، لأن دماء الأطفال والنساء التي سالت في غزة تستحق منا جميعًا وقفة صادقة ومسؤولة”.