وسط انقسامات سياسية حادة..البرلمان اللبناني يفشل في انتخاب رئيس جديد
فشل البرلمان اللبناني مجددا في انتخاب رئيس جديد للبلاد، رغم الجهود المكثفة لإنهاء الفراغ الرئاسي المستمر منذ أكثر من عامين، والذي بدأ منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في أكتوبر 2022. تأتي هذه المحاولة بعد 13 جلسة برلمانية سابقة انتهت دون توافق، في ظل استمرار الانقسامات الحادة بين الكتل السياسية.
المرشح الأبرز: جوزيف عون
يعد قائد الجيش اللبناني جوزيف عون أبرز المرشحين لخلافة ميشال عون. ويحظى عون بدعم الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية. في ظل احتياج لبنان إلى دعم دولي لإعادة بناء اقتصاده المترنح بعد سنوات من الأزمات الداخلية والحروب.
في خطوة مفاجئة، أعلن سليمان فرنجية، مرشح حزب الله وحليف النظام السوري، انسحابه من السباق وأعلن تأييده لجوزيف عون، مما قد يمهد الطريق أمام قائد الجيش لتولي المنصب. ومع ذلك. يواجه عون تحديات دستورية، إذ يحظر الدستور اللبناني على قائد الجيش تولي الرئاسة إلا بتعديلات خاصة. ما قد يزيد من تعقيد العملية الانتخابية.
مرشحون آخرون على الساحة
بينما يعتبر جوزيف عون المرشح الأوفر حظا، تتنافس شخصيات أخرى على المنصب، منها جهاد أزعور، وزير المالية السابق والمسؤول في صندوق النقد الدولي، وإلياس البيسري. القائم بأعمال رئيس جهاز الأمن العام.
الأزمات المستمرة في لبنان
يعتبر انتخاب رئيس جديد خطوة أولى ضرورية لتشكيل حكومة دائمة تستطيع التعامل مع التحديات الهائلة التي تواجه البلاد. من ضمنها الأزمة الاقتصادية التي دخلت عامها السادس. والانهيار المالي الذي دمر العملة اللبنانية وأفقد المواطنين مدخراتهم.
كما تحتاج الحكومة المقبلة إلى تنفيذ إصلاحات حيوية للحصول على حزمة إنقاذ مالي من صندوق النقد الدولي، بالإضافة إلى السعي لإعادة إعمار البلاد بعد الحرب الأخيرة بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله.
فرص النجاح الضئيلة
رغم الإشارات إلى أن جلسة اليوم قد تسفر عن رئيس جديد، إلا أن الانقسامات السياسية الحادة ونظام المحاصصة الطائفية يزيدان من احتمالية استمرار الشغور الرئاسي.
وسط هذه التطورات. يبقى اللبنانيون في انتظار انفراج سياسي ينهي الفراغ ويفتح المجال أمام خطوات إصلاحية حقيقية تنقذ البلاد من الانهيار الكامل.