أخبارتقارير و تحقيقات

رياح سانتا آنا: ظاهرة مناخية تزيد من خطر الحرائق في جنوب كاليفورنيا

تعد رياح سانتا آنا ظاهرة مناخية شائعة في جنوب كاليفورنيا. وتتميز بأنها رياح دافئة وجافة وقوية. تهب من الشمال الشرقي باتجاه الساحل. ما يعاكس اتجاه الرياح البحرية الرطبة القادمة من المحيط الهادئ. وتعتبر هذه الرياح من العوامل الرئيسية التي تزيد من مخاطر اندلاع حرائق الغابات. خصوصا خلال الأشهر الباردة.

في يوم الثلاثاء الماضي، اندلعت سلسلة من الحرائق العنيفة في منطقة لوس أنجلوس بسبب الرياح القوية والظروف الجافة، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات. وبالرغم من جهود خدمات الطوارئ. لم تتمكن السلطات من السيطرة على العديد من الحرائق.

حرائق الغابات في جنوب كاليفورنيا

ووفقا لتصريحات روبرت لونا، قائد شرطة مقاطعة لوس أنجلوس، يخضع نحو 179,783 شخصا لأوامر إخلاء، بالإضافة إلى 200 ألف شخص تحت تحذيرات الإخلاء. كما أشارت وسائل الإعلام الدولية إلى أن آلاف المنازل والمتاجر والهياكل الأخرى قد تعرضت للدمار. خاصة في حريق “باليساديس” الأكبر. إلى جانب حريق “إيتون”.

تتكون رياح سانتا آنا نتيجة لارتفاع الضغط الجوي فوق منطقة “الحوض العظيم”. وهي صحراء تمتد عبر عدة ولايات غربية. يتحرك الهواء الجاف والهابط في اتجاه عقارب الساعة نحو جنوب كاليفورنيا. ومع عبوره سلاسل الجبال المرتفعة. يزداد سرعة وجفافا ودفئا، ما يزيد من شدة تأثيره.

تسبب هذه الرياح في انخفاض مستويات الرطوبة إلى معدلات شديدة. ما يؤدي إلى جفاف النباتات الحية والميتة ويجعلها أكثر قابلية للاشتعال. كما أن الرياح القوية يمكن أن تحول أي شرارة صغيرة. مثل تلك الناتجة عن سقوط خط كهربائي، إلى حريق هائل ينتشر بسرعة.

ترتبط تسمية “رياح سانتا آنا” بشكل رئيسي بوادي سانتا آنا في مقاطعة أورانج. ولكن هناك أيضا نظريات أخرى حول أصل الاسم. وتعرف الرياح أيضا بأسماء أخرى، مثل “رياح الشيطان”.

إلى جانب تأثيراتها البيئية. تساهم رياح سانتا آنا في تحسين جودة الهواء في المدن، حيث تزيل التلوث. مما يؤدي إلى مناظر طبيعية نقية. إلا أنها تتسبب أيضا في جفاف البشرة والشفتين والأنف والحلق. وقد وصف الكاتب ريموند تشاندلر تأثير هذه الرياح النفسي في قصته القصيرة “رياح حمراء”. قائلاً: “كانت هناك رياح صحراوية تهب تلك الليلة. واحدة من تلك الرياح الحارة الجافة التي تنزل عبر ممرات الجبال وتجعل أعصابك مشدودة وبشرتك تشتعل”.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى