مباحثات الدوحة: هل اقتربت الساعات الحاسمة لتنهي حرب غزة وتعيد الأمل إلى المنطقة؟

كتبت: رانيا سمير
تقترب مفاوضات الدوحة بين حماس وإسرائيل من الوصول إلى اتفاق شامل يضع حدا للأعمال العسكرية في غزة ويشمل ترتيبات لتبادل الأسرى. وأكدت مصادر متعددة أن الأطراف المعنية أحرزت تقدما ملحوظا في النقاط الخلافية. مما يزيد من احتمالية الإعلان عن الاتفاق خلال الساعات القليلة المقبلة.
تجري المحادثات برعاية دولية مكثفة بمشاركة مبعوثين أميركيين بارزين. حيث يتواجد بريت ماكغورك، مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن، وستيفن ويتكوف، مبعوث الرئيس المنتخب دونالد ترامب، في الدوحة للمشاركة في الجولة الحاسمة من المفاوضات. وأفادت القناة 13 العبرية أن هناك توقعات قوية بالإعلان عن التوصل إلى اتفاق بحلول ظهر اليوم الثلاثاء.
تصريحات متفائلة من الأطراف الدولية والمحلية
تعززت آمال التوصل إلى اتفاق بعد تصريحات إيجابية من قادة دوليين وإقليميين. وصف الرئيس الأميركي جو بايدن الاتفاق بأنه “على وشك أن يصبح واقعا”، بينما أشار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى أن الطرفين “أقرب من أي وقت مضى” للتوصل إلى تفاهم شامل. من جهتها، أكدت حركة حماس أن المفاوضات أحرزت تقدمًا كبيرًا، فيما وصف مسؤول إسرائيلي المفاوضات بأنها دخلت مراحلها الأخيرة.
كما أكد جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي. أن تقاربا كبيرا تحقق في المواقف بشأن القضايا الأكثر حساسية، مثل صيغة تبادل الأسرى. وتموضع القوات الإسرائيلية خلال الانسحاب التدريجي من غزة، وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية. وأوضح أن “الخلافات تحل ببطء ولكن بثبات، نقطة تلو الأخرى”.
تفاصيل الاتفاق المرتقب
بحسب وكالة رويترز، يتضمن الاتفاق عدة بنود رئيسية، منها إطلاق سراح 33 محتجزا إسرائيليا في غزة. معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، بالإضافة إلى مجندات وجرحى. في المقابل، ستفرج إسرائيل عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، لا سيما من أصحاب الأحكام الطويلة.
كما ينص الاتفاق على انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة. مع بقائها بالقرب من الحدود لضمان أمن المدن والبلدات الإسرائيلية. وسيترافق ذلك مع ترتيبات أمنية في منطقة محور فيلادلفيا (صلاح الدين) جنوبي القطاع، حيث ستبدأ إسرائيل بالانسحاب من أجزاء منه بعد الأيام الأولى من تنفيذ الاتفاق.
ضغط دولي
أفادت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن التقدم في المفاوضات جاء بعد اجتماع مشحون بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وستيفن ويتكوف. حيث مارس الأخير ضغوطا على نتنياهو للقبول بالتنازلات الضرورية لإتمام الاتفاق قبل موعد تنصيب ترامب في 20 يناير. وتشير التقارير إلى أن هذه الجهود الدولية أثمرت عن تحقيق اختراق في القضايا العالقة.
مرحلة جديدة تبدأ قريبا
إذا تم الإعلان عن الاتفاق رسميا، فمن المتوقع أن تبدأ المرحلة الثانية من المفاوضات بعد 16 يوما من دخول الاتفاق حيز التنفيذ. وتشمل هذه المرحلة إطلاق سراح باقي المحتجزين الأحياء. بما في ذلك الجنود الإسرائيليون، واستكمال الانسحاب الإسرائيلي من مناطق إضافية في غزة.
تترقب الأوساط الدولية والإقليمية نتائج مفاوضات الدوحة. التي قد تشكل نقطة تحول في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وسط آمال بأن يساهم هذا الاتفاق في تحسين الأوضاع الإنسانية في غزة وفتح صفحة جديدة من التهدئة والاستقرار.