انقسامات حادة في إسرائيل: هل تطيح صفقة الهدنة بحكومة نتنياهو؟

تعيش إسرائيل أزمة داخلية حادة وغير مسبوقة عقب إتمام صفقة الهدنة في غزة. التي أثارت انقسامات عميقة داخل الحكومة الإسرائيلية وأوساط التحالف الحاكم. الصحيفة الإسرائيلية “معاريف” كشفت في تقرير لها أن كتلة “الصهيونية الدينية” تعتزم اليوم الخميس عقد اجتماع حاسم لتحديد خطواتها المقبلة في ظل تصاعد الخلافات بين وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. بعد فشل الوصول إلى توافق بشأن الصفقة التي تشمل تحرير المحتجزين.
الانقسام بات واضحا داخل التحالف الحاكم، حيث صرح عضو الكنيست تسفي سوكوت من “الصهيونية الدينية” خلال مقابلة إذاعية بأن بقاءهم في التحالف مرهون بضمان استئناف الحرب. قائلا: “لا أرى جدوى من بقائنا إذا انتهت الحرب بنصر لحماس أو بسيطرتها الكاملة على غزة. فهذا يعني انتصارها، وهو أمر مرفوض تمامًا.”
المستوطنات في الضفة الغربية
وأضاف سوكوت أن الحكومة تواجه خطر الانهيار. مؤكدا أن بناء المستوطنات في الضفة الغربية لا يعادل خطورة ما وصفه بـ”نصر حماس”، في إشارة إلى الأحداث التي وقعت في 7 أكتوبر. وكما أكد أن ثلاثة من أعضاء الكتلة. بينهم الوزيرة أوريت ستروك. يعارضون الصفقة بشدة. فيما تنتظر كتلة “عوتسما يهوديت” قرار الحزب النهائي الذي قد يحدد مصير الحكومة بأكملها.
وزير المالية سموتريتش كان أكثر وضوحا في موقفه. حيث وصف الصفقة بأنها “تهديد للأمن القومي” وطالب بضمانات لاستئناف القتال بشكل كامل بعد تنفيذها. وأكد خلال نقاشاته مع نتنياهو أن شرط بقائهم في الحكومة هو استكمال الحرب حتى تحقيق “نصر شامل” يتضمن القضاء على حركة حماس واستعادة جميع المحتجزين الإسرائيليين.
وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير لم يكن بعيدا عن المشهد. إذ دعا سموتريتش للانسحاب من الحكومة إذا تمت الصفقة. مستندًا إلى توصيات الحاخام دوف لئور. كما أبدت كتلة “الصهيونية الدينية” موقفا موحدا يلوح بالانسحاب في حال عدم تقديم ضمانات واضحة لاستمرار القتال.
هذه التطورات تعكس أزمة غير مسبوقة في حكومة نتنياهو. حيث تهدد الانقسامات الداخلية وحدة التحالف الحاكم وسط تصاعد الضغط الشعبي الرافض للصفقة. مع تصاعد حدة التوتر والمخاوف من عواقبها. كما يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن نتنياهو من تجاوز هذه الأزمة والحفاظ على حكومته، أم أن هذه الانقسامات ستؤدي إلى تفكك التحالف الحاكم؟.