المتحدث يحذر: أونروا تتأهب لإخلاء مقرها في القدس الشرقية بسبب الحظر الإسرائيلي

في تحذير وصفه بأنه “غير مقبول على الإطلاق”، أكد جوناثان فاولر، المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، أن إسرائيل قد تستولي خلال الأيام القادمة على مقر الوكالة في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة، في خطوة قد تعيق عمل الوكالة في المنطقة بشكل كامل. فاولر أشار إلى أن الوكالة تستعد لوقف عملياتها في المقر المذكور، في ظل دخول الحظر الإسرائيلي الذي فرضته إسرائيل على “أونروا” حيز التنفيذ يوم الخميس. وهو ما قد يؤدي إلى حرمان عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين من خدمات حيوية مثل التعليم والرعاية الصحية.
وأضاف فاولر في تصريحاته خلال مقابلة مع وكالة “الأناضول” في مقر الوكالة، أن هذا الحظر يعد انتهاكا صريحا للقانون الدولي، وأنه لا يوجد مبرر مقبول لهذا الإجراء. وتأتي هذه التحذيرات في وقت حساس. حيث تسعى إسرائيل إلى تنفيذ قوانين جديدة أقرتها قبل ثلاثة أشهر، والتي من شأنها تقويض عمل “أونروا” في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك الضفة الغربية وقطاع غزة.
وفي رد على المزاعم الإسرائيلية بأن موظفي “أونروا” قد شاركوا في العمليات التي نفذتها حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، نفى فاولر هذه الادعاءات بشدة، مؤكدًا التزام الوكالة بالحياد الكامل في جميع أنشطتها. الأمم المتحدة أيضًا أكدت دعمها لعمل “أونروا”، مشددة على أهمية استمرار تقديم الخدمات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين في هذه الأوقات العصيبة.
وفي إطار استعدادات الوكالة لإخلاء مقرها في القدس الشرقية، أوضح فاولر أن “أونروا” قد بدأت بالفعل في نقل معداتها ومواردها إلى الضفة الغربية المحتلة. كما قامت بنقل الوثائق المرقمنة إلى الأردن. هذا القرار، وفقًا لفاولر، سيكون له تأثير سلبي ليس فقط على العمليات الإنسانية في القدس الشرقية. بل سيؤثر أيضا على عمل الوكالة في باقي المناطق الفلسطينية.
ويأتي هذا التطور في وقت حساس، حيث تعيش المنطقة تحت وطأة صراع مستمر وحرب قاسية على قطاع غزة، مما يزيد من الحاجة الماسة إلى الدعم الإنساني الذي تقدمه “أونروا” للفلسطينيين.