ثقافة و فن

الحضور والغياب في تجربة منال رضوان الشعرية

الحضور والغياب في تجربة منال رضوان الشعرية

كتب :حاتم عبدالهادي

 

يعد مفهوم “الحضور والغياب” أحد السمات الفلسفية العميقة التي تتجلى في التجربة الإنسانية، إذ يتداخل فيهما الشعور بالوجود والافتقاد، الامتلاء والفراغ، الحقيقة والسراب. في هذا السياق، تقدم الشاعرة منال رضوان نصًا يتماهى مع هذه الثنائيات الوجودية، حيث تتشكل الكلمات في فضاء شعري يفيض بالوجد والتأمل والتجريب الوجداني.

 

في قصيدتها “كيف يكون لحضورك ذلك الغياب كله؟”، تستحضر منال رضوان تجربة الحب والفقد، الحضور والتلاشي، عبر لغة شعرية مرهفة تنبض بالحياة والعمق. تنساب الكلمات كتيارات من المشاعر المتناقضة، حيث يصبح الحبيب الغائب حاضرًا بطيفه، والحضور نفسه يتحول إلى شكل من أشكال الغياب المرهق للروح. إنها رحلة في داخل الذات، تستكشف فيها الشاعرة ألم الانفصال وارتباك الهوية في ظل الحب الذي يتحول إلى ذكرى معلقة بين البقاء والاندثار.

من خلال صورها الشعرية المكثفة، تخلق منال رضوان حالة من الحيرة الوجودية، حيث يصبح الغياب حضورًا خانقًا، والحب لعبة تختزلها صرخة الطفولة البريئة “خلاويص!!”، وكأنها إعلان نهائي بانتهاء لعبة المشاعر المتذبذبة. بهذا النص، تؤكد الشاعرة قدرتها على الغوص في أعمق زوايا النفس البشرية، والتعبير عن تلك المساحات الرمادية التي يعيشها الإنسان بين التعلق والانفصال، الأمل والخذلان، في لغة تجمع بين البوح الحميمي والتجريد الفلسفي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى