وزراء خارجية عرب يحذرون واشنطن من تهجير الفلسطينيين
في تحرك دبلوماسي عربي مشترك، بعث خمسة وزراء خارجية عرب ومسؤول فلسطيني رفيع رسالة رسمية إلى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، يعبرون فيها عن رفضهم القاطع لخطط تهجير الفلسطينيين من غزة. والتي سبق أن طرحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في أواخر يناير الماضي. الرسالة، التي أرسلت أمس الاثنين، جاءت بتوقيع وزراء خارجية مصر والأردن والسعودية وقطر والإمارات، إلى جانب مستشار الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ، وذلك عقب اجتماع وزاري عقد في القاهرة خلال عطلة نهاية الأسبوع. وفق ما أفاد به موقع “أكسيوس” الأمريكي. الذي كان أول من كشف عن تفاصيل الرسالة.
نصت الرسالة على أن إعادة إعمار قطاع غزة يجب أن تتم بمشاركة مباشرة من الشعب الفلسطيني، مؤكدين أن الفلسطينيين سيبقون في أرضهم وسيكونون جزءًا أساسيًا من عملية إعادة البناء. كما شدد الوزراء على ضرورة عدم تهميش الفلسطينيين أو حرمانهم من سلطتهم خلال هذه المرحلة الحساسة، إذ يتوجب عليهم تحمل مسؤولية إعادة إعمار قطاعهم، بدعم من المجتمع الدولي.
تأتي هذه التحركات الدبلوماسية في ظل استمرار تداعيات الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة. والذي أسفر عن مقتل أكثر من 47 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في غزة. كما أثارت هذه الهجمات اتهامات بجرائم حرب وإبادة جماعية، وهي التهم التي ترفضها إسرائيل بشدة. ومع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، يبقى الوضع في غزة هشًا وسط تساؤلات دولية حول إعادة الإعمار ومستقبل سكان القطاع.
تحرك الوزراء العرب جاء نتيجة المخاوف المتزايدة من تداعيات أي مخطط لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر أو الأردن أو دول أخرى، وهو ما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة برمتها. بحسب ما أكده مصدر دبلوماسي مطلع. وتخشى الدول العربية من أن مثل هذه السياسات قد تؤجج الأوضاع الداخلية في مصر والأردن. وتفتح الباب أمام أزمة نزوح جديدة تضيف إلى الأعباء الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها المنطقة.
تبريرات واشنطن
من جهتها، تبرر واشنطن هذه الطروحات بحجم الدمار غير المسبوق الذي لحق بالبنية التحتية في غزة. مشيرة إلى أن إعادة الإعمار قد تستغرق ما بين 10 إلى 15 عاما. وفقا لتصريحات مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
خلال الأسبوع الماضي، كرر ترامب اقتراحه بضرورة إيجاد “حلول بديلة” لسكان غزة، وطرح علنا فكرة نقلهم خارج القطاع ثلاث مرات، كان آخرها خلال مكالمة هاتفية أجراها يوم السبت مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. هذه التصريحات دفعت الوزراء العرب إلى الاجتماع في القاهرة واتخاذ خطوة رسمية بمخاطبة الإدارة الأمريكية. حيث تم تسليم الرسالة إلى الخارجية الأمريكية يوم الاثنين عبر سفراء الدول المعنية.
في رسالتهم، شدد الوزراء العرب على أن الشرق الأوسط يعاني بالفعل من أزمة نزوح كبرى. معتبرين أن أي خطوة باتجاه تهجير سكان غزة ستؤدي إلى تعقيد الأوضاع الإقليمية بشكل غير مسبوق. وأكدوا أن المنطقة لا تحتمل مزيدا من عدم الاستقرار. داعين الإدارة الأمريكية إلى الالتزام بالقوانين الدولية واحترام حق الفلسطينيين في البقاء بأرضهم، والمشاركة في إعادة إعمار ما دمرته الحرب.