تقارير و تحقيقاتثقافة و فن

المخرج مجدى ابو عميرة: مصر صانعة الدراما للعرب

ال

 

كتب : حاتم عبدالهادي السيد 

أكد المخرج المصري مجدي أبو عميرة بأن مصر صانعة الدراما في المنطقة العربية؛ وأن الدراما والمسلسلات والأفلام تشكل الهوية المصرية والواقع؛ وتؤسس لمشكلات العصر في محاولة منها للوصول إلي الحل الأمثل.

وأوضح أبو عميرة مخرج المسلسلات  المصرية التى تعد من  عيون الدراما المصرية أمثال:”ذئاب الجبل “و”المال والبنون”و”الضوء الشارد” مشيرا  إلى أن  دراما اليوم تحتاج إلي الكثير من النصوص الجيدة لكي يتغير مناخ الإنتاج الدرامى إلي الأفضل ؛

وفى سياق متصل أكد  أبو عميرة  بأن ابتعاد دور الدولة عن الدراما كانت أهم أسباب ماتشهده الدراما المصرية من ضعف تدريجي ؛ كما أن أفلام القطاع الخاص لا تخدم القيم المجتمعية بالقدر الذي نبتغيه؛ لأنها تركز على الربحية من جانب المنتجين؛ علاوة علي وجود ظاهرة النجم الذي يتحكم في النص والسيناريو ويتدخل في سير العمل الدرامي ؛ ويخرج عن النص الذي قدمه المؤلف وكاتب السيناريو ؛ وهي ظاهرة غير صحية في الدراما المصرية.

جاءت تلك التصريحات خلال مشاركته بالصالون الثقافي للأديبة الهام عفيفي والذي عقد  بمكتبة مصر الكبري أمس ” بقصر عبدالحكيم عامر سابقًا “؛ وبحضورالمخرج والمنتج والروائي  حسين نوح؛ ود. رمضان الحضري؛ والمؤلف التلفزيوني الروائي الكبير محمد حسن الألفي؛ ومشاركة الناقد  حاتم عبدالهادي السيد وبحضور العديد من كتاب السيناريو والنقاد والإعلاميين والأدباء والفنانين .

طرحت مديرة الصالون الشاعرة أ. الهام عفيفي العديد من الأسئلة حول الدراما وأهميتها في تشكيل الوعي الثقافي للأمة؛ كما طرحت السؤال الأهم : إلي أين تتجه الدراما المصرية الآن ؟ وكيف نرتفع بالدراما المصرية لتقوم بحل مشكلات الواقع المصري المعاصر ؟.

وفى هذا السياق أكد المنتج والروائي وكاتب الدراما المعروف أ. حسين نوح – شقيق المطرب محمد نوح – علي أهمية النص الدرامي؛ لأن المنتج يقوم باختيار العمل الذي يلاقي صدى عند الجمهور أولًا ؛وتاكيده للقيم المجتمعية ومعالجة مشكلات بعينها داخل الواقع الاجتماعي مشيرًا إلى أن المنتج قد ينظر للنص الادبي من جانب الربح وليس من خلال القيمة؛ لانه – كما يقول – معذور فهو يقوم بانتاج العمل ليكسب أولًا .

وفى ذات السياق حدد  الفنان والمبدع والمنتج القدير أ. سعيد نوح  نقاط ضعف وهبوط مستوى الدراما المصرية خلال السنوات الماضية من بداية الألفية الجديدة دون إنكار ماشهدته تلك الفترة من أعمال درامية قليلة تميزت بوجود دور الدولة وحرصها على أن تكون لائقة لما أنتجت من أجله.

وأكد د.رمضان الحضرى الناقد الأدبى علي أهمية الدراما من خلال ربط الماضى بالحاضر ووضع النقاط حول حروف الأعمال الفنية ؛ منتقدًا ما تعرضه القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية التجارية من مواد اعلامية خاصة لما اطلق عليهم الدهاة الجدد الذين يتسبب بعضهم فى تطرف كثير من الشباب؛ مركدًا ضيق أفق كثير من الشباب قليل القراءة ضيق المفاهيم،كما ألقى الضوء على خطورة ماتغرسه تلك الأعمال الدرامية فى الصغار والشباب.

وأكد المؤلف والروائي حاتم عبدالهادي علي أهمية توجه الدولة لإنتاج أفلام تحارب الارهاب بكافة أشكاله ؛ مثنيًا علي مسلسل الاختيار؛ ومؤكدا إلى ضرورة نظر المنتجين والمخرجين والدولة إلي سيناء والمناطق الحدودية لإنتاج أفلام تقدم الثقافة الوطنية؛ وتؤكد الولاء والانتماء واحترام رموزنا الوطنية وتاريخنا المصري العريق؛ معارضًا المخرج أبو عميرة في عدم وجود نصوص قوية؛ بل أكد إلي وجود كثير من الأعمال الدرامية في كل أقاليم مصر ولكنهم لا يعرفون الطرق والأماكن التي يقدمون انتاجهم الدرامي والروائي إليها ..

كما أكدت مداخلات الحضور على أهمية تدخل الدولة في الانتاج الدرامي ؛وعودة قطاعات الانتاج للعمل من جديد؛ بعد توقف قطاع الإنتاج بالتليفزيون وترك الساحة للإنتاج الخاص بكل سوءاته التى يلمسها المشاهدون ويضجون بالشكوى من الأعمال التى ينتجها حيث تتضمن كثير من الأعمال مشاهد العنف والقتل والمخدرات والخيانة حتى فى أعمال رمضان ،فضلا عن غياب الأعمال التاريخية والدينية عن المشهد،والسبب بالطبع أن المنتج الخاص لن ينفق ملايينه على أعمال قد لا تلقى رواجا وتتسبب فى خسارته ماديا،وهذا الدور كان تليفزيون الدولة وقطاع إنتاجه يقومان فيه بدور التوازن فى مواجهة الأعمال الهابطة.

كما أكد أحد المتحدثين إلى ضرورة منع وحجب المواقع الاليكترونية التى تمطر الواقع فساداً وبلطجة وانحلالا،وهو أمر فى المقدور تحقيقه تأمينا لمستقبل شباب هذا البلد العظيم، لأن ما يضر المجتمع يجب الوقوف أمامه بكل قوة وحزم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى