أخبارتقارير و تحقيقات

السيد هاني: القمة العربية المقبلة اختبار حاسم لإنقاذ الشرق الأوسط

في ظل التحديات المصيرية التي تواجه المنطقة في الوقت الراهن، تتزايد التحركات الأمريكية الإسرائيلية بشكل يهدف إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط بما يتناسب مع مصالح الدولتين، وهو ما يشكل تهديدًا خطيرًا لمستقبل المنطقة. من هنا، يؤكد السيد هاني، نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية، الكاتب المتخصص في الشؤون الدولية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن القمة العربية المقبلة، التي ستُعقد في القاهرة في 27 فبراير الجاري، تمثل لحظة فارقة في تحديد مصير المنطقة، حيث يتعين على القمة اتخاذ قرارات حاسمة تتجاوز بيانات الشجب والتنديد، لتواجه المخطط الذي يُنذر بتغيير معالم الشرق الأوسط بشكل يضر بمصالح الدول العربية.

في الوقت الذي يبدأ فيه تنفيذ المخطط الأمريكي الإسرائيلي لإعادة رسم خارطة الشرق الأوسط بما يتناسب مع تطلعاتهما، يوضح السيد هاني لموقع صوت الأمة العربية، أن استمرار هذه التحركات من دون رد عربي حاسم قد يؤدي إلى فقدان آخر مظاهر السيادة والكرامة في المنطقة. يتعين على القمة العربية المقبلة أن تتخذ إجراءات اقتصادية ودبلوماسية مؤثرة على مصالح إسرائيل والولايات المتحدة في المنطقة، ومن بين هذه الإجراءات ضرورة تجميد العمل بالاتفاقات الإبراهيمية التي وُقعت أثناء ولاية الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، والتي أسفرت عن دخول الشركات الإسرائيلية ورجال الأعمال إلى الدول الخليجية. كما يجب على القمة اتخاذ قرار حازم بطرد هذه الشركات من دول الخليج، فضلاً عن منع رجال الأعمال الإسرائيليين من دخول الأراضي العربية أو الحصول على تأشيرات دخول.

إلى جانب ذلك، يشير السيد هاني إلى ضرورة منع الطيران الإسرائيلي من عبور الأجواء العربية، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وطرد سفرائها من العواصم العربية. ومن الإجراءات الأساسية التي يجب اتخاذها أيضًا تجميد الاستثمارات الخليجية في الولايات المتحدة والتي تقدر بمئات المليارات من الدولارات، وكذلك الإعلان عن بدء سحب المدخرات العربية من البنوك الأمريكية التي تتجاوز قيمتها تريليوني دولار.

وفي هذا السياق، يجب على الدول العربية توجيه دعوات إلى الدول الإسلامية الكبرى مثل تركيا وإيران وإندونيسيا وباكستان وماليزيا، للمشاركة في هذه التحركات العربية من خلال اتخاذ خطوات مماثلة، بما في ذلك منع الطيران الإسرائيلي من عبور مجالاتها الجوية وطرد كل من يحمل الجنسية الإسرائيلية من أراضيها.

علاوة على ذلك، فإن المواقف الأوروبية الأخيرة التي اتخذتها دول الاتحاد الأوروبي لمواجهة قرارات الرئيس الأمريكي ترامب ضد مصالحها الاقتصادية تقدم درسًا هامًا يجب على الدول العربية أن تستفيد منه. فقد أكدت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي، أورسولا فون ديرلاين، أن الاتحاد الأوروبي سيواجه أي تحركات أمريكية تتعلق بفرض رسوم على البضائع الأوروبية. هذه التحركات الأوروبية قد تؤدي إلى انفصال تدريجي عن السياسات الأمريكية، ما يفتح أمام العرب فرصة تاريخية للتنسيق مع الأوروبيين لمواجهة المخطط الأمريكي الإسرائيلي.

في النهاية، إذا ضاعت هذه الفرصة التاريخية ولم يتم اتخاذ خطوات عملية من قبل القمة العربية، فإن المخطط الأمريكي الإسرائيلي سيستمر في التقدم، مما يزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة. إذا لم تتحرك الدول العربية بشكل موحد وحاسم، فسيكون على الدنيا السلام!.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى