ما هي قنابل “إم كيه 84” وما مدى قوتها التدميرية؟

في خطوة تعكس استمرار الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل، تسلمت الأخيرة، أمس، شحنة جديدة من القنابل الجوية الثقيلة، بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الأولى إلى تل أبيب. وأكدت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان رسمي أنه تم تفريغ الشحنة التي تضمنت قنابل “إم كيه 84” الشديدة الانفجار. والتي كانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد وافقت على إرسالها في إطار صفقة تسليح بقيمة 7.4 مليار دولار، شملت صواريخ ومعدات عسكرية متطورة.
وتأتي هذه التطورات في وقت تواصل فيه إسرائيل استخدام الأسلحة الأميركية في عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة، التي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف، بينهم نسبة كبيرة من المدنيين. وكانت إدارة الرئيس جو بايدن قد علّقت تسليم هذه القنابل سابقًا بسبب الضغوط الدولية والإدانات الحقوقية، إلا أن ترامب أعاد تفعيل الصفقة بمجرد عودته إلى البيت الأبيض، ما يعكس تحولًا واضحًا في السياسة الأميركية تجاه الصراع القائم.
قنابل “إم كيه 84”
تعد قنابل “إم كيه 84” من بين الأسلحة الأكثر فتكا في الترسانة الأميركية، حيث تزن الواحدة منها 2000 رطل (907 كغ)، وتحمل شحنة تفجيرية تبلغ 429 كغ من المواد شديدة الانفجار. ما يجعلها قادرة على تدمير أهداف محصنة بالكامل. ويؤكد تقرير للأمم المتحدة أن الضغط الناتج عن انفجار هذه القنبلة يمكن أن يؤدي إلى تمزق الرئتين وتجويف الجيوب الأنفية وبتر الأطراف على بعد مئات الأمتار من موقع الانفجار.
وتتميز هذه القنبلة بقدرتها الكبيرة على الاختراق. حيث يمكنها اختراق 15 بوصة (381 ملم) من المعدن، أو 11 قدمًا (3.4 متر) من الخرسانة المسلحة، مما يجعلها فعالة بشكل خاص ضد التحصينات العسكرية والمخابئ. ويصل نصف قطر تدميرها إلى 365 مترا، ما يعزز تأثيرها في أي منطقة مستهدفة.
استخدام القنبلة في غزة ولبنان
شهد قطاع غزة أحد أعنف الهجمات باستخدام قنابل “إم كيه 84″، حيث استخدمها الجيش الإسرائيلي في قصف خيام النازحين بمواصي خان يونس في 13 يوليو 2024، ما أسفر عن مجزرة مروعة راح ضحيتها عشرات الفلسطينيين. وأكدت دراسة نشرتها مجلة بي إل أو إس غلوبال بابليك هيلث أن إسرائيل استخدمت هذه القنابل خلال الأسابيع الأولى من الحرب، مستهدفة مناطق قريبة جدا من جميع مستشفيات القطاع، في انتهاك واضح للقوانين الدولية التي تحظر استهداف المنشآت الطبية.
ولم يقتصر استخدام القنبلة على غزة، إذ لجأت إسرائيل إليها أيضا في حربها ضد حزب الله في لبنان.حيث أعلن مسؤولون أميركيون أن الجيش الإسرائيلي استخدم هذا النوع من القنابل تحديدًا في محاولة لاغتيال الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، في 27 سبتمبر 2024.
تثير هذه التطورات مخاوف متزايدة بشأن التصعيد العسكري في المنطقة، في ظل استمرار تدفق الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل، وغياب أي جهود حقيقية لوقف إطلاق النار أو التوصل إلى تسوية سياسية، ما ينذر بمزيد من الدمار والخسائر البشرية في المستقبل القريب.