إسرائيل تتسلم جثث أربعة رهائن بعد أيام من المفاوضات.. ما التالي؟

في خطوة جديدة ضمن اتفاق الهدنة المؤقتة في قطاع غزة، سلمت حركة “حماس” جثث أربعة رهائن إسرائيليين إلى الجانب الإسرائيلي، في انتظار تنفيذ إسرائيل التزامها بالإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين. هذه العملية جاءت ضمن المرحلة الأولى من الهدنة الهشة التي تشهدها المنطقة، وسط حالة من الترقب بشأن مصير المرحلة التالية.

وأعلن الرئيس الإسرائيلي إسحق هيرتسوغ، عبر منشور على منصة “إكس” صباح الخميس. أنه تم التعرف على هويات الرهائن الأربعة، وهم تساحي عيدان، وإيتسيك إلغارات، وأوهاد ياهالومي، وشلومو منتسور. كما أكد كيبوتس نير عوز تسلّم جثماني الرهينتين إيتسيك إلغارات، الذي يحمل الجنسية الدنماركية، وأوهاد ياهالومي، الفرنسي الإسرائيلي. وأوضح الكيبوتس في بيان رسمي أن إلغارات كان قد اختطف من منزله في 7 أكتوبر 2023 وقتل أثناء احتجازه في غزة.

في المقابل، شهدت الضفة الغربية لحظات ترقب مع وصول حافلات تقل بعض السجناء الفلسطينيين المفرج عنهم من سجن عوفر الإسرائيلي إلى مدينة رام الله، حيث استقبلوا بحفاوة وسط هتافات من مئات المواطنين الذين تجمعوا في المكان. وعلى الجانب المصري، استقبل معبر رفح 97 أسيرا فلسطينيا ممن شملهم الاتفاق. حيث نقلوا إلى القاهرة تمهيدا لبقائهم هناك أو مغادرتهم إلى دول أخرى.

وبحسب مصدر في حركة “حماس”، فإن الصفقة تضمنت إطلاق سراح 445 رجلا و24 امرأة وقاصرا اعتقلوا في غزة. إضافة إلى 151 أسيرًا محكومًا بالسجن المؤبد بتهم تتعلق بتنفيذ هجمات أسفرت عن مقتل إسرائيليين.

وكان وقف إطلاق النار قد دخل حيز التنفيذ في 19 يناير، واستمر رغم بعض الانتكاسات. إلا أن المرحلة الأولى من الاتفاق تقترب من نهايتها هذا الأسبوع. وسط غموض حول المرحلة التالية. التي من المفترض أن تؤدي إلى إنهاء الحرب. وأكدت “حماس” أنها لم تتلقَ أي مقترحات رسمية جديدة حتى الآن بشأن استمرار الاتفاق.

ملامح صفقة التبادل بين حماس وإسرائيل

وتأتي هذه التطورات بعد جهود وساطة مكثفة قادتها مصر، أسفرت عن تسليم جثث الرهائن الأربعة مقابل الإفراج عن 620 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم محتجزون لدى الجيش الإسرائيلي في غزة ومسجونون في السجون الإسرائيلية. وكانت إسرائيل قد أوقفت تنفيذ الصفقة مؤقتًا السبت الماضي، متهمةً “حماس” بخرق الاتفاق عبر “عرض مهين” لجثث الرهائن. حيث تم استعراضها علنًا أمام الحشود في غزة قبل تسليمها. الأمر الذي أثار انتقادات واسعة، بما في ذلك من الأمم المتحدة. غير أن التسليم الأخير جرى دون أي مراسم مشابهة.

وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان فجر الخميس، أن تل أبيب تسلمت الجثث الأربعة، بينما تستعد وزارة الصحة الإسرائيلية لإجراء الفحوصات النهائية للتأكد من هوياتهم. وذلك بعد حادثة سابقة قامت فيها “حماس” بتسليم جثة مجهولة الهوية بدلا من الإسرائيلية شيري بيباس، قبل أن تعيد تسليم جثمانها لاحقا.

ومع انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق، تبقى التساؤلات مفتوحة حول مستقبل الهدنة وإمكانية التوصل إلى اتفاق جديد، في ظل استمرار الجهود الدبلوماسية من الوسطاء الإقليميين والدوليين.