أخبارالمزيدمحافظات
أخر الأخبار

الدحِيَّة أبرز مظاهر الفرح في سيناء (فيديو و صور)

سيناء – محمود الشوربجي

على الرغم من أن الدحِيَّة السيناوية معروفة ومشهورة منذ عشرات السنوات إلا أنها مازالت تعد أبرز مظاهر الفرح في مناسبات الزفاف في شبه جزيرة سيناء، كما أنها مشهورة أيضًا في معظم الدول التي تتواجد فيها القبائل العربية؛ وقد سُميت بمسميات عديدة مقترنة بالدولة على سبيل المثال: الدحية السيناوية، الدحية الأردنية، الدحية الفلسطينية.. وهكذا.

أما عن الدحية، فقد أُطلق عليها الدَّحة أيضا، وهي رقصة بدوية تُمارس في عدد كبير من الدول العربية إلى الآن، ومنها الأردن ومنطقة النقب في فلسطين وشمال المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج وبوادي سوريا والعراق وحوران وشبه جزيرة سيناء، وهي تجمع بين فن الشعر البدوي والرقص والأهازيج.

 

نموذج فيديو من الدحية السيناوية:

إحدى أفراح قبيلة السواركة بالعريش (تصوير وإخراج: مصطفى الزيات)

 

ووفقًا للمعلومات التراثية القديمة وما ذكره الأجداد، أن الدحية كانت تُمارس قديمًا قبل الحروب لإثارة الحماسة بين أفراد القبيلة، يتخللها كلمات حماسية تهيء الشباب معنويًا، وعند نهاية المعارك قديمًا يصفون فيها المعركة وتفاصيلها وما دار بها من بطولات وأفعال، كما يتخللها أشعار بدوية عامة، أما الآن فهي مشهورة في مناسبات الزفاف والأعياد وغيرها من الاحتفالات وخاصة التي تتعلق بالأمور العامة والوطنية.

ووفقًا لما ذكرته صحيفة المرصد السعودية، أن الدحية (الدحة) تعود نشأتها إلى قصة متداولة «أن هناك قافلة من قوافل الحجاج كانوا قلة وشاهدوا لصوصاً يراقبونهم وهم نائمون بالليل وأوجسوا منهم خيفة، واتفقوا أن يقوموا بالتصفيق وإصدار أصوات كهدير الجمال لكي يعرف الحنشل أنهم كثيرون فيخشوهم؛ وفعلاً نجحوا في طرد اللصوص بهذه الطريقة ثم انتشرت الدحة كرقصة شعبية.

 

وذكر لي الأجداد، أن الدحية كانت تمارس أيضًا في حفلات السامر السيناوية منذ عشرات السنوات، وكانت بشكل دائري على الرمال، وأكثر الأماكن المشهورة بحفلات الدحية قديما في مدينة العريش، كانت أرض الصَّبِر، الواقعة جنوب قلعة العريش، أو جنوب «سوق الخميس» السوق الفوقاني كما كان يطلق عليه الأهالي في ذلك الوقت.

هذا وتؤدى الدحية بشكل جماعي، حيث يصطف الرجال بصف واحد أو صفين متقابلين أمام بعضهما في مسافة أكثر من مترين، ويغني الشاعر المتواجد في منتصف أحد الصفين قصديته المغناة والتي تشبه الهجيني يردد الصفين بالتناوب (الردَّاده)، بيت الشعر المتفق عليه سلفًا بالتدرج بين كل بيت شعر يلقيه الشاعر وغالباً هو البيت التالي:

هلا هلا به يا هلا ……. لا يا حليفي يا ولد

أما في سيناء يقولون للحاضرين: يارمرحب باللي حضروها …. نيشاما يومن خَشُوها

وتتنوع القصائد من المدح والفخر إلى الذكر وحمد الله والفرحة والغزل؛ وتؤدى بأسلوب قصصي متدرج في سرد المضمون، وهو ما تم الاجتماع عليه في سرد معركة أو وصف شيء ما أو فخر بشخص ما.

أول ما نبدي بالقول ……….. صلوا على طه الرسول

أحيانا يتواجد الحاشي أو المحوشي أمام الصف أو بين الصفين المتقابلين ويقوم برقصة المحوشي «المحوشاه» بينهما. أما حركة الدحية تأتي في آخر القصيدة ويستعمل التصفيق كلون إيقاعي، تتميز الدحية بالحماس في أدائها الحركي ويتطلب للمشاركين فيها أن يتمكنوا من التوفيق بين أدائها الحركي والتنفسي في آن واحد، حتى يستطيع اللحاق ومجاراة المشاركين، ويُعرف شاعر الدحية بالبداع وقصيدة الدحية تعرف لدى الآخرين بالبدعة.

 

وكنت قد سمعت خلال الحفلات أن الشاعر يُلقى شعره أمام الحاضرين بكلمات مترتبة، ويردد الآخربن الحاضرين كلمة «إدَّحِّيّوه»، وهي من الردود المشهورة جدا في شبه جزيرة سيناء.

من جهته، قال مصطفى الزيات، مخرج وإعلامي بارز في سيناء، في حديث خاص لـ «صوت الأمة العربية» إن أفراح البادية من أكثر الأفراح المقربة إلى قلبي، وبادية سيناء هم بركة سيناء كلها، إلى جانب أنهم حراس المكان والوطن والبوابة الشرقية لمصر، مؤكدًا أن فرحتهم تدل على عودة الأمن والأمان إلى سيناء الحبيبة.

وأضاف «الزيات»، أن أفراح البادية تعكس رؤية وعادات أهل سيناء، وهي من التراث الشعبي لدى القبائل العربية أيضًا، لافتًا أن حياة بادية سيناء بسيطة وتتخللها الحب والود والتقدير، كا يمتازون بأصالتهم وحبهم للوطن مصر.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى