أخبار

السيسي يرفض المساس بدعم الطلاب وذوي الهمم في النقل العام رغم الضغوط المالية

 

في ظل ظروف اقتصادية ضاغطة يعيشها قطاع النقل العام في مصر، جاءت توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي حاسمة وواضحة: “لا مساس بدعم الطلاب وذوي الاحتياجات الخاصة”، في موقف يجسد انحياز الدولة الدائم للفئات الأكثر احتياجًا ويعكس فلسفة اجتماعية تضع العدالة والكرامة الإنسانية في صدارة الأولويات.

كشف الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصناعة والنقل،  عن هذا التوجيه الرئاسي خلال ظهوره في برنامج “على مسئوليتي” مع الإعلامي أحمد موسى، موضحًا أن الرئيس رفض بشكل قاطع أي مقترحات لزيادة أسعار تذاكر وسائل النقل لهذه الفئات، رغم التحديات الكبيرة التي يواجهها القطاع ماليًا. الوزير أكد أن الفئات المستفيدة من التخفيضات تشمل أسر الشهداء والمصابين وضحايا الحروب، والمحاربين القدماء، إضافة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين يحصلون على خصم بنسبة 50%، في خطوة تعبر عن تقدير الدولة لما قدموه من تضحيات.

الوزير لم يُخفِ الصعوبات المالية التي يعانيها قطاع النقل، مشيرًا إلى أن قيمة تذكرة المترو للطلاب، على سبيل المثال، لا تتجاوز 10% من التكلفة الحقيقية، أي حوالي 20 قرشًا فقط، بينما يبلغ متوسط التكلفة الفعلية للتذكرة نحو 10 جنيهات. وفي لحظة صراحة نادرة، تحدث الفريق كامل الوزير عن محاولته تقديم مذكرة لرفع قيمة تذاكر الطلاب ولو بشكل طفيف لتخفيف الأعباء، قائلاً: “كنت مضغوطًا ومش لاقي.. فكرت أرفعها لجنيه واحد بس، لكن الرئيس السيسي رفض رفضًا قاطعًا، وقال بوضوح: ما تقربوش ناحية دعم الطلبة وذوي الاحتياجات الخاصة”.

وفي إطار من الدعابة، أشار الوزير إلى أن الامتيازات لا تشمل الجميع، مازحًا الإعلامي أحمد موسى: “مش الصحفيين، أوعى تفتكر إن حضرتك ليك امتياز.. لا صحفيين ولا ضباط ولا قضاة.. الكل بيدفع تذكرته كاملة”.

هذا الموقف الرئاسي الصارم يؤكد أن الدولة، رغم ما تواجهه من تحديات اقتصادية، لا تزال متمسكة بثوابتها الاجتماعية، وماضية في حماية الفئات الأولى بالرعاية، وفي مقدمتها الطلاب وذوو الهمم، باعتبارهم مستقبل الوطن ومحور أي تنمية حقيقية. كما يعكس هذا التوجه حرص القيادة السياسية على تحقيق التوازن بين الإصلاح الاقتصادي والعدالة الاجتماعية، وهو ما يضفي بعدًا إنسانيًا راسخًا على سياسات الدولة، ويعزز ثقة المواطن في أن أولوياته لا تزال حاضرة على طاولة القرار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى