ترامب بين الضربة والتحذير: هل تنفجر حرب شاملة مع إيران؟

في ظل تصاعد التوتر في منطقة الشرق الأوسط، كشفت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يتلقى تحذيرات متكررة من عدد من الحلفاء الدوليين تحثه على تفادي اتخاذ قرار بشن ضربة عسكرية ضد إيران، وسط قلق متنامٍ من أن مثل هذا التحرك قد يؤدي إلى إشعال فتيل صراع إقليمي شامل يهدد الاستقرار العالمي ويقوّض أسواق الطاقة والنفط.
وبحسب ما أوردته الشبكة، فإن هذه التحذيرات لا تقتصر على المخاوف الأمنية فقط، بل تمتد إلى القلق من أن تردّ طهران بتسريع وتيرة تطوير سلاح نووي، ما يفتح الباب أمام سباق تسلح نووي في منطقة مشتعلة أصلًا بالتوترات العسكرية. وتضيف المصادر أن مخاوف الحلفاء تتزايد بشأن احتمال إغلاق إيران لمضيق هرمز في حال اندلاع مواجهة مسلحة، وهو ما من شأنه أن يعرقل تدفق النفط ويؤدي إلى اضطرابات غير مسبوقة في أسواق الطاقة العالمية.
مصادر مطلعة داخل الإدارة الأمريكية أكدت أن ترامب لا يزال حذرًا من الانزلاق نحو صراع خارجي طويل، ملتزمًا بوعوده الانتخابية بالابتعاد عن الحروب غير الضرورية، والحفاظ على المصالح الأمريكية من دون الانخراط في مواجهات مكلفة ومفتوحة. كما أشارت المعلومات إلى أن إدارة ترامب تعتبر احتواء التصعيد بين إسرائيل وإيران أولوية قصوى في المرحلة الراهنة، خاصة مع تسارع تبادل الضربات بين الطرفين واتساع رقعة الاشتباكات في المنطقة.
وفي باريس، لا يبدو أن المشهد أقل توترًا. فقد أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس إيمانويل ماكرون وجّه وزير الخارجية جان نويل بارو لإطلاق مبادرة دبلوماسية عاجلة بالتعاون مع الشركاء الدوليين، بهدف التوصل إلى تسوية تفاوضية توقف النزاع المتصاعد بين طهران وتل أبيب. جاء ذلك خلال اجتماع لمجلس الدفاع والأمن القومي في قصر الإليزيه، عبّر خلاله ماكرون عن قلقه العميق من استمرار الضربات الإسرائيلية ضد أهداف داخل إيران لا ترتبط ببرنامجها النووي، فضلًا عن تزايد أعداد الضحايا المدنيين على الجانبين.
ماكرون، الذي كرّر خلال قمة مجموعة السبع دعوته لتسوية دبلوماسية شاملة للملفين النووي والصاروخي الإيراني، شدد على أن الحوار هو السبيل الوحيد لمنع الانزلاق نحو مواجهة شاملة. الرئاسة الفرنسية أوضحت أن الوزير بارو سيبدأ في اتخاذ خطوات عملية خلال الأيام المقبلة للتواصل مع الأطراف المعنية، دون الكشف عن تفاصيل المبادرة أو طبيعة الطرح الفرنسي المنتظر.
وفي ضوء هذه المستجدات، طلب ماكرون من وزارة الخارجية اتخاذ الإجراءات اللازمة لتسهيل مغادرة الرعايا الفرنسيين من إيران وإسرائيل، في خطوة تعكس مدى الجدية التي تتعامل بها باريس مع احتمال تفجر الوضع إلى ما هو أبعد من مجرد تصعيد محدود.
من جهته، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من “أي تدخل عسكري إضافي” في النزاع المتصاعد بين إيران وإسرائيل، مشددًا على ضرورة تجنّب “تدويل” الصراع، وداعيًا إلى ضبط النفس والعودة الفورية إلى طاولة الحوار.