إسهاما في نجاح حرب العبور..قائمة بأبرز أبطال الطابور الخامس في إسرائيل
قائمة بأشهر جواسيس العرب داخل تل أبيب..أبرزهم عمرو طلبه ورفعت الجمال

دعاء رحيل
من وقت لآخر، يتم الكشف عن شبكات تجسس في بعض الدول العربية التي تعمل لحساب الموساد، لكن المخابرات العربية ، وخاصة المصرية ، ومؤخراً حزب الله ، كانت تمتلك أسلحة هائلة في إسرائيل ، تصل إلى مراكز القيادة والجيش هناك من هم أبرز جواسيس مصر في إسرائيل؟
“رفعت الجمال”
عقب إنشاء جهاز المخابرات العامة المصري عام 1954، كانت فكرة زرع جاسوس بإسرائيل مهمة للغاية، فأصبح رفعت الجمال، أكثر العملاء المصريين إثارة في قضايا الجاسوسية، والذي تم زرعه في إسرائيل، على أنه يهودي مصري، اسمه “جاك بيتون”.
استطاع رفعت إمداد مصر بمعلومات خطيرة عن الجيش والدولة الإسرائيلية عموماً، في كل أوقات الأزمات وغيرها، بدءاً من زرعه هناك حتى انتهاء حرب أكتوبر 1973.
“سمير الإسكندراني”
أما الطالب سمير فؤاد الإسكندراني، والذي كان في بعثة مجانية للدراسة بجامعة بيروجيا الإيطالية، عام 1958، التقى بشخص “مصري” اسمه “سليم”، أثناء لعبه البلياردو وتعلمه الرقص في أحد النوادي. وبعد توطيد العلاقة بينهما، علم سليم أن سمير يريد إكمال تعليمه في النرويج أو السويد لدراسة إخراج الديكورات السينمائية، ولكنه لا يمتلك المال الكافي، فأخبره أنه يستطيع توفير المال اللازم له، مقابل وظيفة يؤديها بعد فترة من الاطمئنان للإسكندراني، قابله سليم بشخص يدعى جوناثان، وقال له إنه سيحصل على أموال ضخمة، إذا ما راسله وكتب إليه تقارير لمصلحة منظمة تهدف إلى محاربة الشيوعية، واسترداد أموال اليهود التي سيطرت عليها الحكومة بعد هجرتهم من مصر عام 1956، بحسب كتاب “جواسيس عصر السلام” لسامي عبدالخالق.
وعلى الرغم من قلق “الإسكندراني”، لكنه استجاب للتدريب وأكد جوناثان أنه لن يفصح لأحد عن طبيعة عمله لخطورته على حياته. وبعدما عاد إلى مصر، ذهب إلى مبنى المخابرات العامة، وطلب مقابلة الرئيس جمال عبد الناصر شخصياً.
“شموئيل سامي”
بينما “شموئيل سامي باروخ”، الذي كان رجل أعمال في إسرائيل، كانت له ميول سياسية تعارض التشدد الإسرائيلي والعنصرية التي تمارس ضد اليهود السفارديم.
وقد أعلن باروخ إفلاسه عام 1963، وسافر إلى سويسرا كي يعمل ويعيد بناء ثروته، فاستغلت المخابرات المصرية أحواله وجندته للعمل لمصلحتها، بعد أن أجرت له عدة اختبارات، ثم استضافته بالقاهرة، تحت اسم مستعار لمدة شهر كامل.
وأكد باروخ إنه هو الذي عرض خدماته على السفارة المصرية في جنيف.
كان باروخ يبعث لمصر معلومات تخص الاقتصاد والسياسية الداخلية في إسرائيل، لأكثر من عام، لكن أمره انكشف في يناير 1965، وحكم عليه بالسجن لمدة 18 عاماً، بتهمة الخيانة، بحسب الدكتور نبيل فاروق، المتخصص في أدب الجاسوسية.
“كيبورك يعقوبيان”
قال اللواء “سامح سيف اليزل”، ضابط المخابرات المصري السابق أن المواطن المصري، الأرمني الأصل، كيبورك يعقوبيان، أو “يتسحاق كوتشاك كان يتحدث 4 لغات أجنبية بطلاقة، إلى جانب اللغة للعربية، رغم أنه لم يكمل تعليمه لأنه كان يعيل عائلته بعد وفاة والده ويعمل مصوراً. جندته المخابرات المصرية، وأجريت له عملية ختان، لأن اليهود يختنون، وأجرت له تدريبات لمدة عام كامل، ثم أرسلته إلى اليونان، ومنها إلى البرازيل، عام 1960، ليندمج مع الجالية اليهودية هناك.
أما في عام 1961 تقدم “يعقوبيان” إلى مكتب الوكالة اليهودية بطلب هجرة إلى إسرائيل، فقبلت طلبه.
ومن جهتها قامت المخابرات المصرية بتجنيده داخل الجيش الإسرائيلي، فوافق فوراً، وتدرب على قيادة سيارات النقل، ثم عُيّن سائقاً للعقيد شمعيا بكنشتين. أرسل كماً هائلاً من المعلومات المهمة إلى المخابرات المصرية، وصوراً لأهداف عسكرية، إلى أن ألقي القبض عليه بعد عدة سنوات. يقول اليزل إن صحيفة يديعوت أحرونوت وصفته وقتها، بالحوت الذي يصعب اصطياده، وحُكم عليه بالسجن 18 عاماً. وفي إبريل من عام 1966، بادلته المخابرات المصرية بثلاثة إسرائيليين كانوا قد اجتازوا الحدود المصرية دون إذن، وطلبت مصر تسلّم فدائيين فلسطينيين معه، هما حسين حسن الحفاني وسعيد خميس عبدالقادر، اللذان اعتقلتهما إسرائيل وهما في طريقهما لتنفيذ عملية فدائية ضدها.
“جمعة الشوان”
وكان أحمد الهوان من بين النازحين من مدينة السويس بعد الاحتلال الإسرائيلي لسيناء عام 1967 ، وتعرضت منطقة القناة لقصف متواصل من الضفة الشرقية. بعد وصوله إلى القاهرة حاول المتاجرة بالمواد الغذائية لكنه لم ينجح فسافر إلى اليونان وهناك حاول الموساد تجنيده، عن طريق “جوجو” فتاة وقع هو في غرامها، فقد عرّفته جوجو بضابط إسرائيلي كبير (تبين أنه شيمون بيريز بعد ذلك)، أوهمه أنه سوري في البداية. وطلب منه العودة إلى مصر والعمل بالتجارة في السلع التموينية، مقابل إمداده بالأموال.
وبعد رجوعه إلى مصر، شعر الهوان بقلق، فقرر الذهاب إلى جهاز المخابرات العامة، ليحكي ما حدث له في مبنى المخابرات، تقابل الهوان مع الضابط عبد السلام المحجوب (صار محافظاً للإسكندرية ووزيراً بعد ذلك)، الذي كان قد التقاه في اليونان واتضح أنه كان يراقبه هناك، ثم قابل جمال عبد الناصر شخصياً. من هنا تحول الهوان إلى عميل لمصلحة المخابرات المصرية، وسافر إلى إسرائيل مرات عدة، وأوهم مسؤوليها أنه يتجسس على مصر لمصلحتهم، بينما كان يمدهم بمعلومات مغلوطة، وينقل عنهم إلى مصر ما يفيدها، حتى عام 1976، حين استولى من المخابرات الإسرائيلية على جهاز اتصال مشفر، متقدم للغاية، وهنا كشفت المخابرات المصرية للموساد عن الهوان، في رسالة من الجهاز الذي سلمه.
“صالح عطية”
تمكن ضابط المخابرات “محمد علي الكيلاني”، من التنكر في زي إعرابي، وتجنيد الطفل “صالح عطية”، من بدو سيناء، ليتجسس على القوات الإسرائيلية هناك عام 1968، لأنه يصعب الشك في صبي، بحسب نبيل فاروق. كان صالح يدخل معسكرات الاحتلال على أنه بائع بيض، ونجح في التقرب من عدد من الإسرائيليين، ليمد الكيلاني بمعلومات تفصيلية عن 4 مواقع للمدفعية الثقيلة، وحقول الألغام المزروعة حولها.
كما أمده الكيلاني بقطع معدنية لزرعها في غرف القيادات الإسرائيلية بالتنصت عليها. وقبل 20 يومًا من حرب أكتوبر 1973 ، نُقل هو وعائلته إلى القاهرة ، في عملية استخباراتية صعبة ، يكرمها الرئيس أنور السادات ، وأصبح صالح ضابطًا في المخابرات بعد سنوات.
“عمرو طلبة”
كان عمرو طلبة من ضمن أبرز جواسيس المخابرات المصرية الذين تم زرعهم داخل تل أبيب، كان الشاب المصري عمرو طلبة، وذلك في عام 1969، على أنه يهودي مصري فقير ساءت به الأحوال ويبحث عن عمل، يحمل اسم “موشي زكي رافي”.
حيث استغلت المخابرات المصرية في ذلك الوقت وفاة شاب مصري “يهودي” يحمل نفس الاسم بأحد المستشفيات بمدينة طنطا، ولم يستدل على ذويه، فأخفت خبر وفاته وأعطت اسمه لعمرو طلبة، بحسب نبيل فاروق.
وبناءاً على ذلك ذهب عمرو “موشي” إلى اليونان، وهناك قابل يهوداً، وأقنعهم بأنه فقير ويبحث عن عمل، فابتلعوا الطعم وأرسلوه إلى إسرائيل، فالتحق بالجيش الإسرائيلي، برتبة ضابط اتصال، ليرسل إلى الجيش المصري، تقارير هامة عن وضع الإسرائيليين بالضفة الشرقية لقناة السويس في سيناء، وتحديداً خط بارليف. وفي يوم عبور القوات المصرية للقناة، أمرته القيادة المصرية بالذهاب إلى منطقة “حددتها له” ستكون آمنة من القصف، إلا أنه رفض الانصياع للأوامر، وأخذ يرسل الإشارات اللاسلكية بتقارير عن الوضع الإسرائيلي على خط بارليف، لتقتله نيران الجيش المصري.
تمكن الجيش المصري من تحديد مكانه، بعد العبور، من آخر مكان أرسل منه إشارات، ونقلته طائرة هليكوبتر إلى القاهرة، مرتدياً الزي العسكري الإسرائيلي، ملفوفاً بعلم مصر.