ثقافة و فن

بديعة مصابني ونعيمة عاكف والتراث الفني  المصري والعربي

بديعة مصابني ونعيمة عاكف والتراث الفني

المصري والعربي

 

حاتم عبدالهادي السيد :

 

تجدر الإشارة إلى أن عددا كبير من الاستعراضات التي قدمتها الفنانة / نعيمة عاكف قد سبق لها تقديمها أو المشاركة بها في صالات: «بديعة مصابني»، «ببا عز الدين»، والكيت كات»، خاصة تلك الاستعراضات التي تقدم فنون ورقصات بعض الدول العربية (وخاصة العراق والشام وتونس) أو تقدم بعض رقصات الدول الأجنبية (الرقصات الفرنسة والأسبانية واليونانية والأمريكية)، كذلك تلك الاستعراضات التي تقدم الجو البدوي أو عالم السيرك أو عالم البحر والصيادين.

وأخيرا – بحس كلام د. عمرو دوارة؛ والكلام السابق له كذلك : تجدر الإشارة إلى أن السنوات الأخيرة في حياة النجمة الراحلة نعيمة عاكف كانت شديدة المأساوية وتختلف تماما عن حياة البهجة التي كانت تصنعتها على الشاشة. فمن يشاهد أعمالها ويتابع إشعاعها وبريق عينيها واستعراضاتها المبهرة لا يمكنه تخيل أن هذه الفتاة الجميلة المشرقة قد عاشت حياة مأساوية، وتحملت الآلام منذ طفولتها، وحتى المراحل الأخيرة من عمرها، حيث تعرضت لصدمة كبيرة هي وزوجها عندما تم تشخيص مرضها والكشف لهم عن أسباب الآلام الشديدة التي كانت تعاني منها، حيث اضطر الطبيب المعالج بأن يصارحهما بأنها مريضة بسرطان الأمعاء والذي وصل إلى الرحم أيضا، فأمضت ليلتها بالمستشفى في بكاء مستمر حتى غادرتها في صباح اليوم التالي لتعود للمنزل وتحتضن ابنها الوحيد محمد. كانت «نعيمة عاكف» قد انهت عملها في آخر فيلمين لها وهما: «من أجل حنفي»، و»أمير الدهاء» فأخبرت زوجها بقرارها لاعتزال الفن والتفرغ لابنها الذي شعرت بأنها ستفارقه قريبا، ورغبتها في أن تقضي ما تبقى من حياتها إلى جواره. وقد حاول زوجها أن يثنيها عن اتخاذ هذا القرار اعتقادا منه بأن مناخ العمل من الممكن أن يخرجها من حالة اليأس والإحباط التي تمكنت منها، ولكنها أصرت على قرارها، وبالفعل تفرغت لمصاحبة ابنها والالتزام بجلسات العلاج الكيماوي التي كانت قد بدأتها وسط حالة نفسية سيئة وإحساس بأن العمر قد أوشك على الانتهاء. ولكنها كانت على موعد جديد مع الأمل حينما أخبرها طبيبها المعالج بوصول رسالة له من ألمانيا تفيد بإمكانية إجراء عملية جراحية لها والشفاء من مرضها، فاستعدت سريعا لانهاء إجراءات السفر بعدما تحدد لها يوم 11 أبريل لإجراء العملية، كما سعدت جدا عندما علمت أن الدولة ستتكفل بالمصاريف ما اعتبرته تقديرا لمشوارها الفني. ولكنه القدر وقضاء الله فقد عاودتها الآلام بشدة قبل سفرها بأيام، وكانت هذه المرة هي موعد النهاية حيث توفيت يوم 23 ابريل عام 1966، وظلت تردد آخر كلمة قبل أن تلفظ أنفاسها وهي اسم ابنها «محمد» (كما أكد المقربون منها فى ذلك الوقت). وبرحيلها فقد الفن المصرى واحدة من ألمع نجماته، فقد الفنانة الاستعراضية صاحبة الوجه الجميل والظل الخفيف، اللهلوبة الشقية ذات الروح المرحة المتفردة، والتي تعشق الحركة والنشاط، وتشع طاقة إيجابية وتخلق جوا من البهجة والسرور طوال الوقت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى