حماس تسلم المحتجزة الإسرائيلية أجم بيرجر وسط استعراض عسكري وإجراءات أمنية مشددة
في مشهد يعكس تعقيدات المشهد السياسي والميداني في قطاع غزة، وصلت صباح اليوم الخميس سيارات تابعة للصليب الأحمر إلى نقطة الإفراج عن المحتجزة الإسرائيلية أجم بيرجر. وذلك في منطقة جباليا شمال قطاع غزة، أمام منزل القائد السابق للحركة يحيى السنوار. عملية الإفراج جاءت ضمن المرحلة الثالثة من اتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وفقا لما نقلته القناة 12 الإسرائيلية.
إجراءات أمنية واستعدادات ميدانية قبل عملية الإفراج
المشهد في محيط نقطة التسليم عكس استعدادات مكثفة من قبل حركة حماس. حيث انتشرت مركباتها في الموقع قبل وصول ممثلي الصليب الأحمر. التقديرات تشير إلى أن الحركة سعت إلى استثمار الحدث في استعراض إعلامي، على غرار ما قامت به في عمليات تسليم سابقة، حيث تحاول إبراز دورها في إدارة هذا الملف الحساس.
وقبيل لحظات من تنفيذ عملية التسليم، احتشد المئات من سكان قطاع غزة في المكان، وسط انتشار واسع لعناصر حماس المسلحين الذين ظهروا بكامل عتادهم. إقامة منصة ضخمة في الموقع عززت التوقعات بأن الحركة ستجري استعراضًا عسكريًا وإعلاميًا قبل تسليم بيرجر، في خطوة تهدف إلى إرسال رسائل سياسية إلى الداخل والخارج، وإظهار قدرتها على فرض شروطها في هذه المفاوضات المعقدة.
التنسيق مع الصليب الأحمر وآلية التسليم
بحسب مصادر ميدانية، فإن سيارات الصليب الأحمر تحركت صباح اليوم نحو نقطة الإفراج، وفق تنسيق مسبق لضمان تنفيذ العملية بسلاسة. عملية التسليم تمت وفق بروتوكول منظم. حيث استلم ممثلو الصليب الأحمر المحتجزة تمهيدًا لنقلها إلى القوات الإسرائيلية، قبل أن يتم نقلها جوا إلى أحد المستشفيات عبر المروحيات العسكرية، وذلك ضمن الإجراءات الأمنية والطبية المتبعة في مثل هذه العمليات.
الإفراج عن بيرجر يأتي في سياق الاتفاق القائم بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية. وهو اتفاق لا يخلو من التعقيدات، حيث تحاول كل الأطراف ترسيخ مكاسبها السياسية والميدانية. في الوقت ذاته. تتواصل التوترات والمفاوضات بشأن مستقبل التهدئة في قطاع غزة، وسط محاولات إقليمية ودولية لتثبيت هدنة طويلة الأمد.
استعراض عسكري لحماس وسرايا القدس في خان يونس
بالتزامن مع عملية الإفراج، شهدت مدينة خان يونس استعراضا عسكريا لمقاتلي كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إلى جانب عناصر من سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي. هذا التحرك العسكري يأتي في سياق رسالة واضحة بأن الفصائل الفلسطينية ما زالت تمتلك زمام المبادرة في قطاع غزة. وتسعى إلى تثبيت وجودها السياسي والميداني، خاصة في ظل الأوضاع المتوترة والتحديات المستمرة التي يفرضها الصراع مع إسرائيل.
حماس تشيد بموقف الرئيس السيسي
في سياق متصل، ثمنت حركة حماس موقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الرافض لتهجير سكان قطاع غزة، مؤكدة أهمية الدور المصري في حماية الحقوق الفلسطينية ومنع أي محاولات لتغيير الواقع الديموغرافي في القطاع. يأتي هذا الموقف المصري في ظل تصاعد المخاوف من خطط إسرائيلية قد تؤدي إلى تهجير واسع للسكان. وهو ما ترفضه القاهرة بشدة، معتبرة أن الحل يكمن في تحقيق تسوية عادلة تحفظ حقوق الفلسطينيين وتضمن استقرار المنطقة.
مشهد متغير وتطورات متسارعة
مع استمرار عمليات تبادل الأسرى، وتزايد الضغوط السياسية والميدانية. تبقى الأوضاع في قطاع غزة مفتوحة على سيناريوهات متعددة. حماس تسعى إلى تعزيز مكاسبها الميدانية عبر توظيف عمليات الإفراج إعلاميا وعسكريا. بينما تحاول إسرائيل تحقيق أكبر قدر من المكاسب السياسية والأمنية عبر هذه الاتفاقات. في ظل هذه الديناميكيات المتسارعة. تبقى المنطقة أمام مرحلة جديدة من التحديات والتوازنات التي ستحدد مسار الأحداث في الفترة المقبلة.