بنما تنسحب من مبادرة الحزام والطريق وسط ضغوط أمريكية متزايدة بشأن القناة
في تحول دبلوماسي لافت، أعلن الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو أن حكومته لن تجدد مذكرة التفاهم الموقعة مع الصين عام 2017 بشأن مبادرة الحزام والطريق، في خطوة تعكس إعادة تقييم باناما لعلاقاتها مع بكين وسط تصاعد الضغوط الأمريكية. القرار جاء عقب محادثات أجراها مولينو مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو. الذي نقل رسالة واضحة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفيد بأن واشنطن لن تقبل باستمرار النفوذ الصيني المتنامي في القناة الاستراتيجية التي تربط المحيطين الأطلسي والهادئ.
وأكد مولينو خلال إعلانه عن القرار أن حكومته تدرس إمكانية استكمال بعض المشاريع التنموية المرتبطة بالمبادرة.ولكنها لن تمدد الاتفاق. ما يشير إلى تحرك بنما نحو تقليص علاقاتها الاقتصادية مع الصين تماشيا مع الضغوط الأمريكية. وتعتبر قناة بنما، التي يمر عبرها نحو 40% من الحاويات المتجهة إلى الولايات المتحدة. من الأصول الاستراتيجية التي توليها إدارة ترامب اهتماما خاصا، حيث ترى واشنطن أن النفوذ الصيني في القناة يهدد مصالحها الاقتصادية والأمنية في المنطقة.
وخلال زيارته الخارجية الأولى كوزير للخارجية، أبلغ روبيو القيادة البنمية بأن الولايات المتحدة ترى أن بنما انتهكت المعاهدة التي تم بموجبها تسليم القناة إليها عام 1999، محذرًا من أن واشنطن ستتخذ إجراءات إذا لم يتم اتخاذ “تغييرات فورية” للحد من النفوذ الصيني في القناة. وأضاف أن الوضع الراهن غير مقبول. وأن الولايات المتحدة لن تتردد في حماية حقوقها بموجب المعاهدة، في إشارة إلى إمكانية اتخاذ إجراءات سياسية أو اقتصادية ضد بنما إذا لم تستجب للمطالب الأمريكية.
تهدئة المخاوف
ورغم هذه التحذيرات، سعى الرئيس البنمي إلى تهدئة المخاوف. مؤكدا أنه لا يرى تهديدا حقيقيا باستخدام القوة العسكرية من قبل الولايات المتحدة لاستعادة السيطرة على القناة. كما اقترح مولينو إجراء محادثات تقنية مع المسؤولين الأمريكيين لمعالجة المخاوف المتعلقة بالقناة، في محاولة لاحتواء التوترات بين البلدين.
ويأتي هذا التوتر في سياق أوسع من الصراع الجيوسياسي بين الولايات المتحدة والصين. حيث تسعى واشنطن إلى تقويض توسع بكين في أمريكا اللاتينية. خاصة عبر مبادرة الحزام والطريق التي تهدف إلى تعزيز النفوذ الصيني من خلال مشاريع بنية تحتية واسعة النطاق. ومع انسحاب بنما من الاتفاق. يبقى التساؤل مطروحا حول مستقبل استثمارات الصين في المنطقة. ومدى قدرة بنما على الموازنة بين علاقاتها الاقتصادية مع بكين وشراكتها الاستراتيجية مع واشنطن.