إيران تشيع رسميا كبار علمائها النوويين بعد حرب الـ12 يومًا مع إسرائيل

تستعد العاصمة الإيرانية طهران، صباح السبت المقبل، لاحتضان مراسم دفن رسمية لعدد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين الذين سقطوا خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل، في واحدة من أكثر الضربات دموية التي تعرضت لها العقول المدبرة للبرنامج النووي الإيراني منذ نشأته.
ووفقًا لما أعلنته وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية “إيرنا”، فإن مراسم الجنازة الوطنية ستبدأ في تمام الساعة الثامنة صباحًا بالتوقيت المحلي، في أعقاب دخول وقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب حيز التنفيذ، لتكون بمثابة وداع رسمي للوجوه التي شكّلت لسنوات عماد البرنامج النووي الإيراني والمنظومة الدفاعية للحرس الثوري.
من بين من سيتم تشييعهم رسميًا، اللواء حسين سلامي، القائد السابق للحرس الثوري، الذي لقي مصرعه في اليوم الأول من الهجمات الإسرائيلية، ومن المقرر أن يُدفن جثمانه الخميس وسط البلاد، في موكب مهيب يعكس رمزية الرجل داخل المؤسسة العسكرية الإيرانية.
وتشير التقديرات إلى أن الغارات الإسرائيلية المكثفة أفضت إلى مقتل ما لا يقل عن 14 عالمًا ومهندسًا نوويًا، في ضربة وُصفت بأنها “غير مسبوقة” في استهدافها المباشر للكوادر العلمية العليا، في محاولة لشلّ التقدم النووي الإيراني عبر تصفية العقول لا المنشآت فقط.
وفي تصريحات لافتة لوكالة “أسوشيتد برس”، قال السفير الإسرائيلي لدى فرنسا، جوشوا زاركا، إن اغتيال هؤلاء العلماء يعيد برنامج إيران النووي إلى الوراء “لسنوات عديدة”، مشددًا على أن الضربة استهدفت البنية البشرية للمشروع أكثر مما استهدفت معداته. وأضاف أن الضربات الجوية، بما فيها تلك التي نُفّذت باستخدام قنابل خارقة للتحصينات أطلقتها قاذفات شبح أمريكية، تركت إيران بلا قدرة فورية على استئناف أنشطتها النووية كما كانت.
ورغم خطورة هذه الخسائر، يرى خبراء في الشأن النووي أن إيران تمتلك من الكفاءات العلمية ما يكفي لإعادة بناء ما تم تدميره، وإن كان ذلك سيتطلب وقتًا وجهدًا. وتحذّر الحكومات الأوروبية من أن الحل العسكري وحده لن يُنهي الطموح النووي الإيراني، مؤكدة أن المعرفة لا يمكن محوها بالقوة.
وفي هذا السياق، صرّح وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أمام مجلس العموم قائلاً: “لا يمكن للضربات أن تُدمّر المعرفة التي راكمتها إيران على مدار عقود، ولا الطموحات الكامنة لاستخدام تلك المعرفة في بناء سلاح نووي”.
لطالما أصرت إيران على سلمية برنامجها النووي، وهو ما تؤكده تقارير وكالات الاستخبارات الأمريكية التي تشير إلى أن طهران لا تسعى حاليًا لامتلاك قنبلة نووية بشكل نشط. ومع ذلك، لا تزال إسرائيل ترى في القدرات الإيرانية المتراكمة تهديدًا وجوديًا، مشيرة إلى أن إيران قادرة على إنتاج سلاح نووي في وقت قصير إذا ما اتخذت القرار السياسي بذلك.