مقالات

حاتم عبد الهادي يكتب :أبي شاعر من الزمن الجميل

قطوف من أوراق الحياة

 

حاتم عبد الهادي يكتب :أبي شاعر من الزمن الجميل

قطوف من أوراق الحياة

 

من الصعب أن يكتب الإنسان عن والده، ولكنه أبي ،الشاعر الذي علمني الكتابة والشعر والنقد… تخرج في جامعة القاهرة كلية الآداب عام ١٩٦٤م، وعمل بوزارة الحربية بقسم التجنيد بالزقازيق ، وتنقل للعمل في صعيد مصر، ثم عمل بتهجير أهالي النوبة، وإنشاء السد العالي ، وخزان أسوان .

ثم التحق بوزارة الشؤون الإجتماعية ليصبح وكيلا لوزارة الشؤون الإجتماعية بشمال سيناء.، وكان عضوا بمنظمة سيناء العربية.

كان رجلا مثقفا، ووطنيا، ومتدينا، طيب القلب، والكل يشهد بذلك… ومن مواقفه الوطنية والخيرية أيام الرئيس جمال عبدالناصر، أنهم وزعوا على أعضاء الإتحاد الإشتراكي العربي خمسين فدانا، لكنه رفض استلامهم، وقال : انتم تعطوني لمنصبي، لست مزارعا، والأولى أن توزعوا هذه الفدادين على الفقراء، وفعلا قام بإختيار أفقر خمسين أسرة في قرية حراء بمديرية التحرير، ووزع على كل صاحب أسرة فدانا، ولم يحتفظ لنفسه بأي قطعة أرض خاصة به. وهذه الواقعة يعرفها اهل محافظة البحيرة..

 

وهو أول جامعي لعائلة السلايمة بالعريش، كان يجيد اللغة الإنجليزية، والفارسية، والفرنسية، والإيطالية، واللغة العربية… كتب الشعر ،وكان رئيسا للإتحاد الإشتراكي العربي بمحافظة البحيرة بمديرية التحرير أيام رحيلنا من سيناء إلى مصر …

كتب الشعر العمودي، وشعر العامية، وكان يصطحبني لمعرض الكتاب منذ أول انعقاد له بمدينة نصر… ومن أصدقائه الشاعر: محمد محمد الشهاوي، عبدالمنعم عواد يوسف، يسري العزب، د. حسن فتح الباب، عبدالدايم الشاذلي، ممدوح متولي، والأديب محمد مستجاب، أحمد عنتر مصطفى، عبدالرحمن الأبنودي، د. رمضان الحضري .. والاديب الكبير محمد جبريل، يسري السيد، د. كمال نشأت، وغيرهم.

 

ضاع أغلب شعره أثناء حرب ١٩٦٧م نتيجة رحيلنا من سيناء، .. طبع ديوانا واحدا هو : ( قطوف من أوراق الحياة) عن مديرية الثقافة فرع شمال سيناء، يقول :

يا سيد الرسل الكرام مقاما

وأعز خلق الله في دنيانا

يا رحمة مهداة طافت بالورى

فأضاءت الأرجاء والأكوانا

أنت الشفيق بنا الرفيق لجمعنا

فمحمد خير البرية شانا

أنت الرسالة والسلام مؤيدا

ومهما من كل غي كانا

في يوم موعدك العظيم تزينت

وجه السماء، وغردت بربانا

فى كل عام قد غدوت مكرما

ذكراك أضحك تبهر الأجيالا..

ومما كتب بالعامية من الشعر الغنائي :

شاء القدر اللى قدر

على قلبي إنه يفتكر

ويفيض محبة م الوداد

ويقطع الشوق م الشجر

كان فرحته.. وكان عزته

يوم ما التقى..

بالقلب اللي يسعده

واللي فتح باب الوداد

لازم يحصن قفلته

وفي يوم شكا،

وف يوم بكى

وشرحلي نهر محبته،

داريت كتير

وقاسيت كتير

من لوعته،

في رقته شفت الهنا

والسعد أعلن فرحته

واللى فتح باب الوداد

لازم يحصن قفلته..

واليوم في ذكراك السابعة يا والدي العزيز، أقول:

رحمك المولى يا أبي ،وأسكنك فسيح جناته..

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى