تصاعد التوتر في اليمن والشرق الأوسط: غارات أمريكية وهجوم حوثي يستهدف إسرائيل

في تطور جديد يُنذر بتصاعد حدة التوتر في منطقة الشرق الأوسط، شهدت اليمن، في وقت متأخر من ليل أمس الأول، موجة جديدة من الغارات الجوية نفذتها القوات الأمريكية، تركزت على مواقع تابعة لجماعة الحوثي في عدد من المحافظات اليمنية، أبرزها صنعاء والمحويت وصعدة. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه جماعة الحوثي تنفيذ هجوم صاروخي جديد استهدف قاعدة جوية إسرائيلية قرب مدينة حيفا، في تطور نوعي يُظهر مدى تعقّد وتشابك النزاع الإقليمي القائم.
ووفقًا لما نقلته وكالة “سبأ” التابعة للحوثيين، أكد المتحدث العسكري باسم الجماعة أن “القوة الصاروخية” أطلقت صاروخًا باليستيًا فرط صوتي من طراز “فلسطين 2″، استهدف قاعدة “رامات ديفيد” الجوية التابعة للجيش الإسرائيلي، شرقي مدينة حيفا المحتلة. وذكر البيان أن الصاروخ أصاب هدفه بدقة، في حين فشلت المنظومات الدفاعية الإسرائيلية في اعتراضه.
في المقابل، سارع جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى نفي تلك الرواية، حيث أصدر بيانًا عبر تطبيق “تليجرام” أعلن فيه اعتراض الصاروخ قبل وصوله إلى المجال الجوي الإسرائيلي، عقب تفعيل صفارات الإنذار في مناطق عدة، بينها حيفا والجليل. وبحسب مصادر إسرائيلية، تسببت شظايا ناتجة عن عملية الاعتراض في إلحاق أضرار بمبانٍ مدنية، حيث اخترقت إحداها سقف روضة أطفال في منطقة “كيبوتس مشمار هعيمك” شمال البلاد، دون تسجيل إصابات، باستثناء إصابة رجل أثناء توجهه إلى ملجأ.
على صعيد ميداني متصل، أفادت تقارير إعلامية عربية بأن الطيران الأمريكي شن سلسلة من الغارات استهدفت معسكرًا لتدريب الحوثيين في محافظة المحويت، إضافة إلى مواقع في “عَصِر” و”هَمْدان” وجبل عطان غربي العاصمة صنعاء. وأكدت المصادر سقوط عدد من القتلى، من بينهم قيادات ميدانية وخبراء في الدفاع الجوي، عقب قصف استهدف معسكر “براش” في صنعاء، فضلًا عن غارات استهدفت مواقع في محافظة عمران.
وفي سياق تصاعد العمليات، شن سلاح الجو الأمريكي خمس غارات إضافية على مخازن أسلحة تابعة للحوثيين في محيط محافظة صعدة، شمالي البلاد، وذلك في إطار الحملة العسكرية المتواصلة التي أطلقتها واشنطن منذ منتصف مارس الماضي لوقف هجمات الحوثيين على الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن.
ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في أكتوبر من العام الماضي، تبنّت جماعة الحوثي العشرات من الهجمات على سفن قالت إنها مرتبطة بإسرائيل، ما دفع الولايات المتحدة إلى تصعيد تدخلها العسكري المباشر في اليمن في محاولة لاحتواء التهديدات التي باتت تتجاوز الحدود اليمنية وتؤثر على أمن المنطقة برمتها.