بدعم أمريكي وأممي: طرابلس تتحرك نحو تثبيت هدنة أمنية وسط توتر متصاعد
في خطوة لافتة على طريق احتواء التوتر الأمني المتصاعد في العاصمة الليبية طرابلس، رحّبت السفارة الأمريكية بتشكيل لجنة الهدنة تحت إشراف مباشر من المجلس الرئاسي الليبي وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، مؤكدة دعمها الكامل لهذا التوجه، ومشددة على أهمية منع تجدد أعمال العنف، والعمل من أجل وقف إطلاق نار دائم، مع ضمان حماية المدنيين في جميع الظروف.
دعت السفارة الأمريكية في بيان رسمي جميع الأطراف الليبية إلى التعاون من أجل وضع ترتيبات أمنية دائمة في العاصمة، بما يُسهم في إعادة الاستقرار وتجنب الانزلاق إلى موجة جديدة من الصراع. يأتي هذا في وقت أعلن فيه المجلس الرئاسي الليبي، عقب اجتماع موسّع مع قيادات عسكرية ومشاركة مبعوثة الأمم المتحدة هانا تيتيه، عن إطلاق آلية جديدة لتثبيت الهدنة في طرابلس، في إطار صلاحياته كقيادة عليا للقوات المسلحة الليبية.
وأكد رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي أن الاجتماع أفضى إلى وضع إطار عملي لدعم ترتيبات أمنية من شأنها تهدئة الأوضاع المتوترة وتعزيز الاستقرار في العاصمة، معتبراً أن هذه الخطوة تمثل بداية مسار طويل نحو إنهاء حالة الانقسام وتعزيز سلطة الدولة على الأرض. من جهتها، عبّرت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة عن تأييد المنظمة الدولية الكامل للمبادرة، واعتبرتها خطوة مسؤولة في اتجاه بناء الثقة بين الأطراف الليبية.
ورغم هذه التحركات الرسمية، لا تزال الأوضاع الميدانية في طرابلس تشهد حالة من التوتر، إذ أوردت وسائل إعلام محلية تقارير عن شلل شبه تام في حركة الحياة، نتيجة قيام محتجين مناهضين لحكومة الوحدة الوطنية بإغلاق الطرق الرئيسية في شرق العاصمة، ما يعكس استمرار حالة الاحتقان الشعبي وتعدد مراكز النفوذ على الأرض.
