السيد هاني: تصريحات روبيو بشأن سوريا غير دقيقة.. والواقعية السياسية تفرض دعم الإدارة الجديدة

كتبت: رانيا سمير
في ظل التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، والتي حذّر فيها من انهيار وشيك للإدارة الانتقالية في سوريا واحتمال انزلاق البلاد إلى حرب أهلية، تتباين الآراء حول دقة هذه التقديرات ومدى ارتباطها بالواقع السياسي والميداني. وفي هذا السياق، يقدّم السيد هاني، نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية والكاتب المتخصص في الشؤون الدولية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، رؤية مغايرة تعتمد على قراءة واقعية للمشهد السوري الراهن، وتحذّر من الانسياق وراء سرديات أمريكية ثبت عدم دقتها في تجارب سابقة.
قال الكاتب المتخصص في الشؤون الدولية ونائب رئيس تحرير الصحيفة، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، السيد هاني، إن التقديرات التي أطلقها وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بشأن قرب انهيار الإدارة الانتقالية في سوريا، ودخول البلاد في أتون حرب أهلية، هي تقديرات خاطئة، وتفتقر إلى الموضوعية.
وأكد السيد هاني أن “ليس بالضرورة أن تكون كل التصريحات الصادرة عن المسؤولين الأمريكيين صحيحة أو تعبر عن الواقع”، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة سبق وأن خدعت العالم على مدار 13 عامًا بادعاء كاذب حول امتلاك العراق برنامجًا نوويًا، كما أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي السابق أنتوني بلينكن كانت في مجملها تفتقر للمصداقية، وهو ما يجعل من الضروري التعامل بحذر مع أي خطاب أمريكي بشأن قضايا الشرق الأوسط.
وأوضح السيد هاني أن تقييمات روبيو حول مستقبل الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، تتجاهل معطيات هامة على الأرض، أبرزها:
الدعم الإقليمي والدولي: حيث تحظى الحكومة الانتقالية الحالية بدعم ورعاية من قوتين إقليميتين بارزتين هما المملكة العربية السعودية وتركيا، إلى جانب تأييد دول مؤثرة أخرى كقطر وفرنسا.
التحركات الدبلوماسية: بالتزامن مع تصريحات روبيو، يُعقد في واشنطن اجتماع تركي–أمريكي يهدف إلى دعم وحدة الأراضي السورية وتعزيز الحكومة القائمة في دمشق ضد أي تدخلات أجنبية تستهدف تقسيم البلاد.
رفع العقوبات الأوروبية: اعتبر هاني قرار الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات عن سوريا دليلاً واضحًا على ثقته في استقرار النظام الجديد بقيادة أحمد الشرع.
الالتفاف الشعبي: شهدت المدن السورية مؤخرًا مظاهر احتفال شعبية بعد رفع العقوبات الاقتصادية، وهتافات موحدة تؤكد وحدة الشعب السوري، مما يعكس حالة من الثقة والاستقرار.
ودعا السيد هاني إلى ضرورة اتخاذ موقف عربي موحد وقوي لدعم الإدارة الجديدة في سوريا التي حظيت باعتراف دولي واسع، مشيرًا إلى أن البديل سيكون كارثيًا، ويتمثل في عودة معامل الكبتاجون وتصدير المخدرات إلى الدول العربية.
وأضاف: “لا بد أن نتحلى بالواقعية السياسية، ونتعامل مع أحمد الشرع كما يتعامل معه الرئيس الفرنسي ماكرون، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد”.
وتابع: “من الخطأ الاعتقاد بأن النظام السوري الجديد على وشك الانهيار. ومن غير الواقعي أيضًا الاستمرار في ربط أحمد الشرع بماضيه، بينما يتعامل معه العالم اليوم كقائد شرعي لسوريا. حتى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كانت بلاده تضع مكافأة قدرها 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى القبض على الشرع، هو نفسه من استقبله وصافحه واجتمع به في حضور ولي العهد السعودي، وسبق ذلك بيوم قرار أمريكي برفع العقوبات المفروضة على سوريا”.
واختتم السيد هاني تصريحه بالقول: “لا أدافع عن ماضي أحمد الشرع، فذلك أصبح من اختصاص التاريخ. لكن علينا أن نتحلى بالواقعية السياسية في تقييم الحاضر واستشراف المستقبل، حتى لا نتأخر في اتخاذ القرار المناسب في التوقيت المناسب. فالتاريخ لا يتوقف عند الماضي، بل يتحرك وفق معادلات القوة والمصالح والتحولات الدولية”.






