مقالات

“عندما ترفع الأخشاب” .. مجموعة قصصية جديدة

للمبدع المصري: حسين السنونة

 

كتب / حاتم عبدالهادي السيد

 

يعد المبدع الجميل حسين السنونة واحدًا من كتاب القصة الذين يغوصون بأعمالهم في الواقع، وهو بذلك يشتبك مع اليومي و الحياتي، ويعيد تأسيس القصة العربية بروح العصر الحديث .

ولقد أصدر المبدع الجميل حسين السنونة العديد من المجموعات القصصية والروايات منها : ثرثرة خلف المحراب، ومجموعة أقنعة من لحم، كما تصدر له عن النادي الأدبي السعودي مجموعة: “عندما ترفع الاخشاب ” – التي بين أيدينا .

وإذا كانت المحلية هي دليل العالمية – كما يقولون – فإن كاتبنا هتا قد قدم ” الواقعية الإجتماعية ” بروح دافقة، عبر تنامي الأحداث، واتباع منهاجيات السرد الذي حاول بكل الطرق أن يكون مختلفًا، ومغايرًا، بل وجديدًا أيضًا، فهو لم يحد عن أدبيات السرد والقصة العربية، بل تجاوز ذلك إلى آفاق أكثر رؤيوية ورحابة، وقدم الحياتي علي طبق حداثي، وأراد – عبر الواقعية السحرية – أن بقدم الحقيقة، لا الزيف، والفطرة لا التقليد، فخرجت قصصه سامقة تتناول مشكلات الواقع ، دون أن تتدخل في وضع حلول- في كثير من الأحيان -، إذ الفن ليس من غائياته وضع الحلول؛ بقدر ما هو يجسد الواقع، ويُشخّص الأمراض الإجتماعية في العديد من بيئاتنا وواقعنا اليومي العربي، ومع ذلك فلقد برع – عبر المفارقة – في تقديم فن يحفظ للقيم والعادات العربية زهوها وسموقها وفرادتها ،دون أن تصطبغ أسلوبيته بنكهة غربية بعيدة عن واقعنا، فخرجت قصصه صادقة ومعبرة عن آمال وآلام المجتمع،حيث قدمها في ثوب قشيب؛ وأسلوب مٌتبسط، يهتم بأدق التفاصيل، ويصنع أبطال قصصه من الواقع، فكأننا نعرف هؤلاء الأبطال، – من قبل – فقد صادقناهم، وعاشرناهم في طرقات وشوارع الحياة الممتدة.

لم يرد الكاتب البديع حسين السنونة أن ينطلق وراء الرمز، بل عبر بالواقع إلي آفاق أرواحنا، ودغدغ مشاعرنا، وقدم لنا واقعنا الحقبقي كي نقف أمام مرآة الذات والواقع ونقول مرحبًا بكل جديد وجميل.

كما تعرض الكاتب لكل ما يصيب الأمة العربية، والعالم من آلام وأمراض معاصرة، فعرض لمشكلة ” كورونا ” أو ” كوفيد 19 “، ذلك المرض الذي أصاب كثيرين من سكان العالم، وكأنه انذار من المولى عز وجل لبني البشر، كي يعودوا إلي الخالق العظيم من جديد .

إن مجموعة ” عندما ترفع الأخشاب ” تتناص مع كثير مما يتعرض له الإنسان المعاصر، وما يتعرض له العالم -الآن – فهو يربط الماضي بالحاضر، ويستشرف مستقبلًا جديدًا للأجيال القادمة، يعم فيه السلام ربوع العالم، وتتربع عرشه الفضيلة والقيم الإنسانية النبيلة، وكأن لسان حاله يقول : ” دعوا الحب ينتشر في الأرض؛ لتطير الحمائم في أمان وسلام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى