أخبارتقارير و تحقيقات

الإمارات والسعودية .. ألمانيا تستنجد بالخليج لإنقاذ أوروبا من شتاء الطاقة

تعيش ألمانيا في الوقت الراهن أزمة اقتصادية صعبة، سواء على مستوى الطاقة بعدما أعلنت روسيا قطع إمدادات الغاز الطبيعي عن أوروبا عبر خط “نورد ستريم 1″، أو على مستوى الاقتصاد النقدي، حيث وصل التضخم في ألمانيا لمستويات مرتفعة للغاية.

 

يأتي ذلك، بينما يواصل مسؤولو الاتحاد الأوروبي التحذير من أنه من المحتمل أن تكون هناك أزمة فارقة في الأشهر المقبلة، عندما تبدأ البلدان في الشعور بألم اقتصادي حاد بينما لا يزال يُطلب منها مساعدة الجهود العسكرية والإنسانية في أوكرانيا.

 

وقد صرح المستشار الألماني، أولاف شولتز، بأن ألمانيا ستتغلب على الشتاء، مضيفا أن روسيا “لم تعد شريكا موثوقا في مجال الطاقة”، فيما قال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك إن البحث عن بدائل للطاقة بعد قطع روسيا إمدادات الغاز سيكون مكلفًا للغاية، إذ من المقدر أن يكلف ألمانيا 60 مليار يورو في 2022، و100 مليار يورو في 2023، مشددًا على ضرورة الاستفادة بشكل كامل من السياسة المالية للحفاظ على الاقتصاد واستثمارات الصناعة والأعمال.

 

وأعرب هايك عن قلقه الشديد من قدرة الأعمال والصناعات على الاستثمار بسبب الارتفاع الشديد في أسعار الطاقة، مشيرًا إلى أن الحكومة أعلنت عن حزمة إجراءات اقتصادية بقيمة 65 مليار يورو للحد من ارتفاع تكاليف الطاقة، حيث تشمل مدفوعات لمرة واحدة لبعض الفئات من المواطنين، وإعفاءات ضريبية للشركات كثيفة الاستهلاك للطاقة.

ورغم ذلك، تساءلت العديد من الشركات المصنعة حول مستقبل ألمانيا ونموذجها الاقتصادي، في ظل غياب أسعار الطاقة الرخيصة، التي اعتمدت عليها لفترة كبيرة من الزمن.

 

وبحسب تقرير نشرته مجلة “دويتشه فيله” فإن نتائج دراسة استقصائية شملت 3500 شركة، قامت بها غرفة التجارة والصناعة الألمانية، أظهرت أن نحو 16% من المصنعين في البلاد قد خفضوا الإنتاج، أو قرروا إيقاف الإنتاج كليًا بشكل مؤقت، نتيجة لارتفاع أسعار الطاقة بشكل كبير.

 

وقال التقرير إن بيانات التجارة الألمانية في شهر مايو كشفت عن أول عجز تجاري للبلاد منذ أكثر من 30 عامًا، مما يعني ألمانيا قامت باستيراد مواد بأكثر مما صدرت.

 

وألمحت بالفعل عدة شركات ألمانية كبرى لإمكانية مغادرتها للسوق الألماني في ظل صعوبة الحصول على موارد الطاقة، وأن هذا الأمر يؤثر على عملياتها الإنتاجية، فقد رجحت شركة “فولكس فاجن” العملاقة لإنتاج السيارات إمكانية نقل عملياتها الإنتاجية من ألمانيا وأوروبا الشرقية للخارج في حال استمرار نقص إمدادات الغاز الطبيعي.

 

وأشارت الشركة إلى أن نقل الإنتاج هو أحد خياراتها المتاحة على المدى المتوسط إذا استمرّ نقص الغاز إلى ما بعد الشتاء القادم، حيث تمتلك “فولكس” مصانع كبرى في دول أوروبية أكثر اعتمادًا على الغاز الروسي، مثل التشيك وسلوفاكيا.

 

الرهان على الهيدروجين

 

قالت وزارة الاقتصاد الألمانية مطلع الشهر الجاري إن أول تسليم تجريبي للهيدروجين الأخضر من الإمارات وصل إلى هامبورج، كجزء من حملة لإنشاء “سلسلة قيمة شاملة للهيدروجين بين ألمانيا والإمارات العربية المتحدة”، مضيفة أن “التسليم التجريبي يضع أساسًا مهمًا لواردات الهيدروجين متوسطة الأجل، والتي ستكون خضراء أيضاً”.

 

في حين أن المملكة العربية السعودية ليست مُصدرة للغاز الطبيعي المسال، فهي تستثمر مليارات الدولارات في الهيدروجين الأزرق والأخضر. كما شهدت البلاد مطالب من أوروبا والولايات المتحدة هذا العام لضخ المزيد من النفط وخفض الأسعار بعد صعودها في أعقاب الحرب الروسية في أوكرانيا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى