تقارير و تحقيقاتثقافة و فن

الهيروغليفية نمط للكتابة ..وليست لغة للقدماء المصريين 

الهيروغليفية نمط للكتابة ..وليست لغة للقدماء المصريين

 

 

كتب :حاتم عبدالهادي السيد

 

صرح أ. د. محمود النوبي أحمد – وكيل كلية الألسن جامعة الأقصر بأن خريطة

مصر اللغوية لمصر الفرعونية وما حولها من بلاد؛ ارتسمت معه ثلاثة أقاليم لغوية تظهر هذه الأقاليم في صورة دائرتين متداخلتين، لتدخل مصر بينهما في مرحلة الوسط.

إحداهما – وهي المعروفة اصطلاحًا بالسامية وهي لغة أهل المشرق العربي، والأخرى وهي المعروفة اصطلاحًا بالحامية، وهي تحديدًا – البربرية – التي تشمل المغرب العربي في شمال إفريقيا، وتبقى مصر في الوسط إقليمًا لغويًا محوريًا تتقاطع فيه هاتان الدائرتان، فمصر دول وسطية في أرضها ولغتها وسلوك أهلها وفي كل شيء.

 

ولم يطلق المصريون- كما يقول معاليه؛ وكما كتب ذلك بمجلة مصر المحروسة الثقافية – على لغتهم اسم “اللغة الهيروغليفية” كما هو معروف عند بعض الدارسين وبعض العوام لكن لفظ “هيروغليفي” كان يشير إلى اسم أول خط كُتبت به هذه اللغة، ويعني باليونانية “الكتابة المقدسة”، نظرًا لأن الكهنة كانوا يستخدمون هذا الخط في الكتابة على جدران المعابد.

 

إذن الهيروغليفية نمط للكتابة الرسمية على جدران المعابد والمقابر والتماثيل والألواح الحجرية والخشبية الملونة، وليست لغة، لأنها نوع من أنواع الخطوط يشبه إلى حد ما خط النسخ في لغتنا العربية المعاصرة الذى هو شكل لكتابة اللغة العربية، وليس هو اللغة العربية نفسها.

 

ثم انبثقت من رحم اللغة المصرية القديمة، اللغة القبطية الذي تزامن ظهورها مع بداية الاحتلال اليوناني لمصر، فكانت تُكتب في مجملها بحروف يونانية، ولعل اللغة القبطية بتداخلها مع اللغة المصرية والكتابة اليونانية هي التي فتحت الباب أمام شامبليون لمعرفة رموز حجر رشيد وتفهم الكتابة الهيروغليفية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى