متى ترفع الأعمال في شهر شعبان؟..إليك التفاصيل

يعد شهر شعبان من الأشهر المباركة التي تسبق شهر رمضان، وقد اختصه النبي صلى الله عليه وسلم بالعديد من الفضائل، ومن بينها رفع الأعمال إلى الله تعالى. وهو الشهر الذي يغفل عنه كثير من الناس بين رجب ورمضان، مما يجعل له خصوصية دينية متميزة. ولكن متى يتم رفع الأعمال إلى الله خلال هذا الشهر؟ وهل هناك ليلة محددة لهذا الحدث العظيم؟.
رفع الأعمال السنوي في شهر شعبان
أوضح الدكتور أبو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي بالأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالأزهر. أن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن الأعمال ترفع إلى الله تعالى في شهر شعبان، لكنه لم يحدد ليلة النصف من شعبان أو أي يوم معين، وذلك ليحثّ الناس على الاجتهاد في العبادة طوال الشهر، استعدادًا لاستقبال شهر رمضان.
وقد ورد في الحديث الصحيح عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه قال: “قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان؟ فقال: ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم” (رواه النسائي). وهذا الحديث يؤكد أن رفع الأعمال في شهر شعبان هو أمر سنوي، لكنه غير مرتبط بليلة معينة.
إلى جانب الرفع السنوي، فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الأعمال ترفع أسبوعيا يومي الاثنين والخميس. حيث ورد عنه أنه قال: “تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم” (رواه الترمذي). وفي هذين اليومين، يرفع كل ما عمله العبد خلال الأسبوع. مما يمنح المسلمين فرصة لمراجعة أعمالهم والتوبة والاستغفار.
كما ثبت في السنة النبوية أن الأعمال ترفع إلى الله تعالى مرتين يوميا، عند صلاتي الفجر والعصر. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون” (رواه البخاري ومسلم). وهذا يدل على أن الرفع اليومي يحدث عند هذين الوقتين العظيمين. مما يبرز فضل المحافظة على الصلاة فيهما.
فضل ليلة النصف من شعبان
لم يثبت حديث صحيح أن رفع الأعمال يتم تحديدًا في ليلة النصف من شعبان. إلا أن هذه الليلة لها فضل عظيم، حيث ورد في الحديث: “إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن” (رواه ابن ماجه). وهذا يدل على أنها ليلة تُقبل فيها التوبة وتغفر فيها الذنوب، إلا لمن كان مشركا أو متخاصما مع إخوانه.
كما أن رفع الأعمال إلى الله تعالى يتم بثلاثة أنماط رئيسية: سنويا في شهر شعبان، وأسبوعيا يومي الاثنين والخميس. ويوميا عند صلاتي الفجر والعصر. وهذا يبرز أهمية الاستمرار في الطاعات والأعمال الصالحة على مدار العام . لا سيما في شهر شعبان الذي يعد محطة روحية هامة قبل حلول رمضان. مما يجعل المسلم حريصا على مضاعفة عباداته وأعماله الصالحة. وبالرغم من عدم ثبوت رفع الأعمال في ليلة النصف من شعبان تحديدا. فإنها تظل ليلة عظيمة يستحب فيها الدعاء والاستغفار، لأنها ليلة مغفرة ورحمة من الله سبحانه وتعالى.