مصر تتمسك برفض نشر قوات أجنبية في غزة وتدعو لحلول فلسطينية محلية

وسط تصاعد الحديث عن خطط «اليوم التالي» في غزة. أعادت مصر التأكيد على رفضها القاطع لوجود أي قوات أجنبية في القطاع. هذا الموقف الذي أعلنه وزير الخارجية المصري. الدكتور بدر عبد العاطي. يعكس ثوابت السياسة المصرية تجاه أمنها القومي. خاصة باعتبارها دولة جوار مباشر لفلسطين. وأعاد ذلك الجدل بشأن البدائل المطروحة. خصوصا في ظل الحديث الأميركي عن وجود خطة معدة مسبقاً بالتشاور مع شركاء عرب.
تصريحات وزير الخارجية المصري جاءت خلال لقاء تلفزيوني. حيث شدد على أنه لا يمكن نشر قوات أجنبية في غزة تحت أي ظرف، وهو موقف يتسق مع مواقف مصر السابقة. ففي يونيو الماضي. نفت القاهرة رسمياً صحة الأنباء حول مشاركتها في قوة عربية تحت مظلة الأمم المتحدة لإدارة معابر القطاع.
هذا الموقف لا يقتصر على مصر وحدها؛ فقد عبر وزير الخارجية الأردني. أيمن الصفدي، عن موقف مماثل بعدم إرسال قوات لغزة. في المقابل، أبدت الإمارات استعدادها للمشاركة بقوات شرط وجود موافقة فلسطينية ودعوة واضحة.
على صعيد الحلول المقترحة، يجمع الخبراء على أن البديل الأمثل يتمثل في تدريب قوات أمن فلسطينية لتولي مسؤولية الأمن في القطاع. اللواء محمد إبراهيم الدويري. نائب المدير العام لـ«المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية». أكد أن قوات الأمن الفلسطينية هي الأقرب لفهم طبيعة المكان وقدرته على السيطرة مقارنة بأي قوة أجنبية. واعتبر هذا الحل الأكثر قابلية للتنفيذ بما يتماشى مع المصالح الفلسطينية والإقليمية.
الإدارة الفلسطينية
الخبير العسكري اللواء سمير فرج أشار إلى أن مصر تبذل جهودا كبيرة منذ شهور للتنسيق مع حركتي «فتح» و«حماس» حول خطط ما بعد الحرب. ويرى أن الإدارة الفلسطينية لمعبر رفح تحت رقابة أوروبية. كما كان الحال في اتفاق 2005، قد يكون نموذجا قابلا للتطبيق.
في سياق متصل. اعتبر السفير علي الحفني، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق. أن الإدارة الفلسطينية للقطاع بتوافق بين الفصائل تظل الخيار الأفضل. هذا الخيار يمنع إسرائيل من فرض خطط تعرقل الاستقرار ويؤسس لمنظومة فلسطينية ذات مصداقية تدير القطاع بشكل فعال.
التحديات لا تزال قائمة. خاصة في ظل تصريحات أميركية متكررة حول خطط جاهزة لليوم التالي دون وضوح تفاصيلها أو وجود توافق إقليمي حولها. ومع ذلك. ترى مصر ومعها العديد من الخبراء أن أي محاولات لفرض حلول جاهزة من الخارج لن تحقق نتائج ملموسة. وأن دعم الفلسطينيين لتولي زمام الأمور بأنفسهم هو السبيل الأنجح لضمان استقرار غزة والمنطقة.